Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
37

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

بلفظ بلى ، فلا ترجعوا في طلب الشيء إلى غيري.

وقيل : ( وأوفوا بعهدي ): أحفظوا ودائعي عندكم لا تظهروها إلا عند أهلها ، أوف بعهدكم ، وأبيح لكم مفاتيح خزائن بري ، وأنزلكم منازل الأصفياء.

وقال أبو عثمان : ( وأوفوا بعهدي ): في التوكل ، أوف بعهدكم بكفاية مهماتكم.

وقال أبو سعيد القرشي : ( وأوفوا بعهدي ) في حفظ آداب الظاهر ، أوف بعهدكم بتزيين سرائركم.

وقال بعض العراقيين : أوفوا بعهدي في العبادات ، أوف بعهدكم ، وأوصلكم إلى منازل الرعايات.

وسئل أبو عمرو البيكندي عن قوله : ( وأوفوا بعهدي )، فقال وفاء العهد الأمانة ، وهو : ألا يخالف سريرتك علانيتك ؛ لأن القلب أمانة ، والوفاء بالأمانة الإخلاص في العمل ، فمن لم يخلص لا نقيم له يوم القيامة وزنا.

( وإياي فارهبون ): هذا خطاب الخاص من الخاص إلى الخاص ، أمرهم بإجلال نفسه بخصائص التعظيم مع لب اليقين ، خوفا منه به لا عنه ، فإنه جل وعز خوفهم بنفسه لا عن نفسه. وقال سهل بن عبد الله : ( وإياي فارهبون ): موضع اليقين ومعرفته ، ( وإياي فاتقون ) موضع العلم السابق ، وموضع المكر والاستدراج.

قوله : ( وإياي فاتقون ) أي : بي اتقوا مني ، وبداية التقوى التبري من الناسوت للاهوت ، ومن الكون للمكون ؛ حتى بلغ حقيقة التقوى ، فاتقى منه به له فرجا الله ، وخاف منه.

وقال بعضهم : التقوى على أربعة أوجه : «العامة» : تقوى الشرك ، و «للخاص» : ترك المعاصي ، و «للعارفين» : تقوى التوسل ، و «لأهل الصفوة» : تقواهم منه وإليه.

وقال أبو عبد الرحمن السلمي : التقوى النظر إلى الكون بعين النقص.

( ولا تلبسوا الحق بالباطل ) أي : تخلطوا الكشف بالخيال ، والفهم بالوهم ، والفراسة بالحس ، والإلهام بالوسواس ، واليقين بالشك ، والعبودية بالربوبية ، والحقيقة بالرسم ، والإخلاص بالرياء ، والكرامات بالمكر.

وقال سهل : لا تخلطوا أمر الدنيا ، بأمر الآخرة.

( واستعينوا بالصبر والصلاة ) أي : استعينوا بالصبر في طلب المقامات ، والصلاة في طلب المشاهدات ، أيضا استعينوا بالصبر في تزكية الأشباح ، وبالصلاة في تربية الأرواح.

Page 47