Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
25

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

بالجوع والتقطع.

وقال أيضا «مرض» : بقلة المعرفة بنعم الله تعالى ، والقعود عن القيام بشكرها ، والغفلة عنها وهذا مرض القلب الذي ربما يتعدى.

( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ) أي : لا تنكروا أولياء الله ، ولا تشوشوا قلوب المريدين بغيبة شيوخهم عندهم ، ولا تلقوهم إلى تهلكة الفراق ، وقنطرة النفاق.

وأيضا لا تخربوا مزارع الإيمان في قلوبكم ، بالركون إلى الدنيا ولذاتها.

أما قوله : ( إنما نحن مصلحون ): فأوقعهم الله في شر الاستدراج ، وحجبهم عن إصلاح المنهاج ، فرأوا مساوئهم المحاسن ، فاحتجبوا عن المعنى ، وخرجوا بالدعوى ، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا في ترك نصيحة العلماء ، ومصادفة الأولياء ، وهذا معنى قوله تعالى : ( ولكن لا يشعرون ).

وقيل : هم المفسدون بعصيان الناصحين لهم ، ولكن لا يشعرون ؛ لأنهم محجوبون عن طريق الإنابة والهداية.

( الله يستهزئ بهم ) أي : يتركهم على ما هم عليه ، ولا يهديهم إليه ، وأيضا يريهم الأعمال ، ويحرم عليهم الأحوال ، وقيل : يحسن في أعينهم قبائح أفعالهم.

( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ): لما احتجبوا عن رؤية حقيقة مشاهدة الأحوال ، ولم ينالوا عزة معاني القربة ، أثروا حظوظهم على ما أوتوا من الكرامات الظاهرة ، حين باعوها بلذائذ الشهوة ، وهذه صفة إبليس ، وبلعام ، وبرصيصا وأمثالهم من أهل الخداع.

وقال ابن عطاء : القناعة بالحرص ، والإقبال على الله تعالى بالميل إلى الدنيا.

( فما ربحت تجارتهم ): ما ربح من يبدل بي سواي.

( وما كانوا مهتدين ): في سابق علمي ، فلأجل ذلك مالوا عني.

( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ): هذا مثل من دخل طريق الأولياء بالتقليد لا بالتحقيق ، يعمل عمل الظاهر ، وما وجد حلاوة الباطن ، فترك الأعمال بعد فقدان الأحوال.

وأيضا مثل من استوقد نيران الدعوى ، وليس معه حقيقة الغنى ، فأضاءت ظواهره بالصيت والقبول ، فأفشى الله نفاقه بين الخلق حتى يبدوه في أخس السخرية ، ولا يجد مناصا من فضاحة الدنيا والآخرة.

وقال أبو الحسن الوراق : هذا مثل ضربة الله لمن لم تصح له أحوال الإرادة ، فارتقى من تلك الأحوال بالدعاوى إلى أحوال الأكابر ، فكان يضيء عليه الأحوال الإرادية ، لو صححها

Page 35