Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
24

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

وقال سهل : أسبل عليهم ستر شقاوة ، فصموا عن سماع الحق ، وعموا عن ذكره (1).

( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8)) : هؤلاء أهل الدعاوى الذين يزينون ظواهرهم بشعار المخلصين ، ويخربون بواطنهم بسوء أخلاق المنافقين ، كلامهم كلام الصديقين ، وأفعالهم أفعال المكذبين.

وقيل : إن الناس اسم جنس ، واسم الجنس لا تخاطب به الأولياء.

وقال بعضهم : ليس الإيمان ما يتزين العبيد قولا وفعلا ، لكن الإيمان جري السعادة في سابق الأزل ، وأما ظهورها على الهياكل ، فربما يكون عوارض ، وربما يكون حقائق.

( يخادعون الله والذين آمنوا ) أي : يخادعون أولياء الله من حيث إقرار الإيمان بالقلوب ، وإخفاء التداهن في النفوس ، ( وما يخدعون إلا أنفسهم ) حين لا يعلمون تفرس أهل الولاية ، فيفتضحون عندهم ، وأما خدعهم مع أهل الإيمان ، من حيث الظواهر قولا وفعلا ، ودسائسهم في البواطن حقدا وبعدا.

وأيضا يخادعون الله بالفرار ، والذين آمنوا بالإقرار.

وقال بعض العراقيين : الخداع والمكر تنبيه من جهة شهود السعايات ، والالتفات إلى الطاعات ؛ كي لا يعتقد فيها بأنها أسباب الوصول الحق كل.

( في قلوبهم مرض ) أي : رعونة تشغلها بقبول الحق ، وتلهيها بقبول الخلق.

وأيضا أي : غفلة عن ذكر العقبى ، وهمة مشغولة بحب الدنيا ، ( فزادهم الله مرضا ) بتبعيدهم من قربه ، وتشغيلهم عن ذكره.

وقيل : في قلوبهم مرض ، بخلوها من العصمة والتوفيق والرعاية.

وقال بعضهم : بميلهم إلى نفوسهم ، وتعظيم طاعتهم عندهم ، ومن مال إلى شيء ، عمى عن غيبه ، فزادهم الله مرضا ؛ بأن حسن عندهم قبائحهم ، فافتخروا بها.

وقال سهل : «المرض» : الرياء والعجب وقلة الإخلاص ، وذلك مرض لا يداوى إلا

الثاني : أنه مجاز عبارة عن خلق الضلال في قلوبهم وأن ما خلق الله في قلوبهم من الكفر والضلال والإعراض عن الإيمان سماه ختما.

الثالث : إنه مجاز في الإسناد كما يقال : أهلك المال فلانا وإنما أهلكه سوء تصرفه فيه.

قال ابن عرفة : وسكت ابن عطية عن هذا الثالث وهو إنما يناسب مذهب المعتزلة ولما جاءت الآية مصادمة لمذهبهم تأولها الزمخشري وأطال وقال : إنه مجاز واستعارة.

Page 34