Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
22

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

ومشرب تسنيم المشاهدة ، ومشرب عين المكاشفة ، وقائد التوفيق يقود طائفة السعادة إلى مناهل القربة ، وسائق الخذلان يسوق طائفة الشقاوة إلى موارد الشهود ، وموارد النفوس التي تردها هي أسن المنى ، وأحسن الهوى ، ومناهل الشهوات ، سواحل نهر الغفلات ، ومشارب الأرواح التي تردها هي سواقي المشاهدات والمكاشفات ، وعيون القلوب التي تردها هي صفاء المعاملات ، وأنوار المناجاة ، والأنهار التي تردها العقول هي مشاهدة الربوبية ، وإدراك نور القربة من مرآة الآيات ، والينابيع التي تردها الأسرار هي عجائب كشوف جمال القدم ، وشهودها مشهد التوحيد ، وحقائق حق الربوبية ، ومطالع شموس الصفات ، ومشارق أقمار أنوار الذات ، فالزهاد أصحاب العقول ، ومشربهم الطاعات والعبادات ، والمحبوبون هم أصحاب القلوب ، ومشربهم الوجود والحالات ، والعارفون هم أصحاب الأرواح ، ومشربهم المراقبات والأنس والخلوات ، والموحدون هم أصحاب الأسرار ، ومشربهم التفرد عن الأكوان ، والتجرد عن الحدثان ، والبطالون هم أصحاب النفوس ، ومشربهم الدعاوى والأباطيل ، والترهات والمزخرفات.

وقيل : «الغيب» : هو الله تعالى.

وقال بعض العارفين : «الغيب» : هو مشاهدة الكل بعين الحق.

وقال أبو يزيد : لا يؤمن بالغيب ، من لم يكن معه سراج من الغيب.

( ويقيمون الصلاة ): يراقبون أوقات الصلاة ؛ لاستنشاق نفحات الصفات ، وإقامة الصلاة حفظ آداب العبودية في جناب الربوبية ، بنعت الافتقار إلى مشاهدة الملك الجبار ؛ لأن في الصلاة قرة عيون العارفين ، ومناجاة المحبين ، ومشاهدة الحق للشائقين.

وقال ابن عطاء : إقامة الصلاة حفظ حدودها ، مع حفظ السر مع الله ألا يختلج بسره سواه.

( ومما رزقناهم ينفقون ) أي : يطلبون قرب الرزاق بخروجهم عن الأرزاق.

وأيضا يتقربون إليه بما نالوا منه.

وأيضا يتخلقون بخلقه في الإكرام والإعطاء.

وأيضا يتحدثون بما وجدوا من أنوار الكواشف ، وكرائم المعارف عند السالكين الصادقين.

وقيل : في الإمساك لذة ، وفي الإنفاق لذة ، وكل ما يلتذ به فهو بعيد من عين الحق.

وقيل : ينفقون مما خصصناهم به من أنوار المعرفة ، يفيضون بركاتها ونورها على من تبعهم.

Page 32