Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

Ruzbihan Baqli d. 606 AH
21

Les Épouses de l'Éloquence sur les Réalités du Coran

عرائس البيان في حقائق القرآن

Genres

وأيضا يريهم الأعمال ، ويحرم عليهم الأحوال.

وقيل : يحسن في أعينهم قبائح أفعالهم.

( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ): لما احتجبوا عن رؤية حقيقة مشاهدة الأحوال ، ولم ينالوا عزة معاني القربة ، آثروا حظوظهم على ما أوتوا من الكرامات الظاهرة حين باعوها بلذائذ الشهوة ، وهذه صفة إبليس وبلعام وبرصيصا ، وأمثالهم من أهل الخداع.

وقال ابن عطاء : القناعة بالحرص ، والإقبال على الله تعالى بالميل إلى الدنيا.

( فما ربحت تجارتهم ): ما ربح من يبدل بي سواي.

( وما كانوا مهتدين ): في سابق علمي فلأجل ذلك مالوا عني.

( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ): هذا مثل من دخل طريق الأولياء بالتقليد لا بالتحقيق ، يعمل عمل الظاهر ، وما وجد حلاوة الباطن ، فترك الأعمال بعد فقدان الأحوال.

وأيضا مثل من استوقد نيران الدعوى ، وليس معه حقيقة الغنى ، فأضاءت ظواهره بالصيت والقبول ، فأفشى الله نفاقه بين الخلق ؛ حتى يبدوه في أخس السخرية ، ولا يجد مناصا من فضاحة الدنيا والآخرة.

وقال أبو الحسن الوراق : هذا مثل ضربه الله لمن لم تصح له أحوال الإرادة ، فارتقى من تلك الأحوال بالدعاء إلى أحوال الأكابر ، فكان يضيء عليه الأحوال الإرادية لو صححها بملازمة آدابها ، فلما مزجها بالدعاوى ، أذهب الله عنه تلك الأنوار ، وبقي في ظلمات دعاويه ، لا يبصر طريق الخروج منها.

وقال الواسطي : آمنوا بالغيب ، ولما عاينوا الحق في القيامة ، علموا حقيقة أن ما آمنوا به بعيد مما شاهدوا.

وقال بعضهم : الله غيب ، وهو مغيب الغيب ، والقلب غيب ، فإذا آمن الغيب بالغيب ، رفع الحجاب عن الغيب ، فوجد في غيب الغيب صاحب الغيب ، وذلك قوله سبحانه : ( الذين يؤمنون بالغيب ).

قال بعضهم : الذين يؤمنون بالغيب في الغيب للغيب.

وقال الأستاذ : حقيقة الإيمان التصديق ، ثم التحقيق ، وموجب الأمرين التوفيق ، فالتصديق بالعقد ، والتحقيق ببذل الجهد في حفظ العهد.

وفرسان أهل الغيب خمس طوائف : النفوس ، والأرواح ، والعقول ، والقلوب ، والأسرار ، ومشاربهم متفاوتة : فمشرب صرف بلا مزاج ، ومشرب عذب بلا أجاج ، ومشرب ملح ، ومشرب ريق ، ومشرب سائق ، ومشرب زنجبيل المحبة ، ومشرب سلسبيل المعرفة ،

Page 31