(قال الفقيه) رحمه الله: إذا شربت شرابا وعندك قوم يمينا وشمالا فابدأ بالذي عن يمينك لأن لليمين فضلا على الشمال لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في كل شيء وقال ((إذا اعترض لكم طريقان فتيامنوا)) وروي عن سهل بن سعد ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقدح فشرب وعن يمينه غلام وهو أحدث القوم سنا والأشياخ عن يساره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتأذن لي أن أعطي الأشياخ؟ فقال له ما كنت أوثر بنصيبي منك أحدا يا رسول الله فأعطاه إياه)) وروي عن أنس بن مالك أنه قال ((كان عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله تعالى عنه وعن يمينه أعرابي، فلما شرب ناول الأعرابي فقال له ناول أبا بكر يا رسول الله فإنه أفضل مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم الأيمن فالأيمن)) وقال الشاعر:
صددت الكاس عنا أم عمر ... وكان الكاس مجراها اليمينا
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((إذا انتعلت فابدأ باليمنى، وإذا انتزعت فابدأ باليسرى)) وقال ((لا يمشي أحدكم في نعل واحد لينتعلهما أو ليخلعهما جميعا)) وروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها كانت تمشي في طريق فأصاب الخف رجلها فخلعت خفها وجعلت تمشي في خف واحد وقالت لأخيبن أبا هريرة: يعني أخالفه فيما يقول.
(قال الفقيه): إن كان لعذر فلا بأس، وإن كان بغير عذر يكره حتى يكون جمعا بين الحديثين، والله أعلم.
الباب التاسع والخمسون: في الخروج من المنزل والصحبة
Page 349