(قال الفقيه) رحمه الله: يستحب للرجل إذا خرج من بيته أن يقول: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنه بلغنا أنه إذا قال بسم الله قال له الملك هديت، وإذا قال توكلت على الله قال له الملك كفيت، وإذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله قال له الملك وقيت. ويستحب للرجل إذا خرج من المنزل أن يغض بصره ولا ينظر يمينا وشمالا من غير حاجة ويجعل نظره حيث يضع قدميه لأن النظر يورث الشهوات، وإذا نظر يغفل عن أذى الطريق فيصيبه وهو لا يشعر، وإذا استقبلك المسلم فابدأه بالسلام واستقبله بالبشر فإن كان صديقك فصافحه ولا تنزع يدك من يده قبله وتبسم في وجهه فإنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من فعل ذلك تحاتت ذنوبه)) ويستحب للراجل مشيه في جانب الطريق وللراكب في وسطه إذا كان في مصر، وإن كان في الفضاء فوسط الطريق للراجل وجانباه للراكب. ويستحب للمنتعل أن يوسع في سهل للحائد عن الطريق، وإذا استقبله الكافر والمرأة اختار لنفسه سواء الطريق فقد جاء الأثر في ذلك كله. وروى سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا لقيتم اليهود والنصارى في الطريق فاضطروهم إلى ضيقها)) وروى المقداد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((ليس للنساء نصيب في سواء الطريق)) ولا ينبغي للعاقل أن يتمخط أو يبزق في ممر الناس لكيلا يصيب أقدامهم، ويستحب للرجل مجالسة المشايخ وأهل الخير وتكره مجالسة الأحداث والصبيان والسفهاء لأنه يذهب بالمهابة ويستحب مجالسة من يرغب في الآخرة ويذكر الموت ونحو ذلك وتكره مجالسة أهل الدنيا الحراص عليها الذين يخوضون في أمر الدنيا فإنهم يفسدون على الرجل قلبه ودينه وعيشه، وإذا استغنيت عن دخول السوق فأقلل الدخول فيها فإنه يقال فيها مردة الشياطين من الإنس، ويقال فيها ذئاب عليها ثياب. ويستحب للرجل إذا دخل السوق أن يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. فإنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من قال ذلك فله بكل عدد من في السوق عشر حسنات)).
الباب الستون: في البيع والشراء
Page 350