الباب العشرون: في الكلام في سورة براءة
(قال الفقيه) أبو الليث رحمه الله: اختلفوا في حذف بسم الله الرحمن الرحيم في أول سورة براءة. وقال بعضهم: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن أملاه على كاتب يكتبه، فلما أملى عليه سورة براءة نسي الكاتب كتابة بسم الله الرحمن الرحيم، فبقيت هذه بغير بسملة، وقال بعضهم: براءة نزلت لنقض العهد الذي كان بين المسلمين وبين الكفار، فلم تكتب بسم الله الرحمن الرحيم لأن في كتابة بسم الله أمانا لهم فتركت كتابتها لكي لا تكون أمانا. وأصح الأقاويل عندي ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: سألت عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه عن ذلك فقال: سورة الأنفال نزلت أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وسورة التوبة نزلت آخر القرآن، وقصتها يشبه بعضها بعضا، ولم يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتبه علينا أمرهما أنهما سورتان أم لا؟ ففصلنا بينهما وتركنا كتابة بسم الله الرحمن الرحيم. وقد روي عن علي رضي الله تعالى عنه أنه سئل عن ذلك فقال: لأنها نزلت بالسيف: يعني لنقض العهد.
الباب الحادي والعشرون: في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
القرآن على أبي بن كعب
Page 319