============================================================
125 فصل (في بيان معنى الاستواء على العرش] قالت الكرامية: إن الله تعالى استقر على العرش حتى امتلأ منه، حجتهم قوله تعالى: الرحمن على العرش أستوى} [طه: 5].
قلنا لهم: قال بعض أهل التفسير: يعني استولى، قيل: بالفارسية: بر عرش پادشاه اشت(1).
يدل عليه قول القائل: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق يعني: استولى قلت: وقد صدق الشيخ رحمه الله في قوله: "فعلم أنه قد فعلت الرواية بالمعنى في الحديث ما فعلت) فمن المعلوم والمقرر أن فجل السنة فقل بالمعنى، ومن هذا الباب حديث الجارية المشهور، فقدورد في أحد طرقه أن النبي} سألها "أين الله؟ فأشارت إلى السماء؟" فهذا مما فعلت فيه الرواية بالمعنى ل ما فعلت أيضا، لأن الرواية الأخرى لم يرد بها هذا السؤال الذي لم يرد عن النبي {ل في أي حديث آخر، حيث كان{ يقبل إسلام من يسلم دون مثل هذه الأسئلة التي لا تتفق مع ما يليق بالله عز وجل، فالله تعالى لا أين له حتى يسأل عنه بالأين، فهو خالق المكان والزمان وهو على ما عليه كان لم يتغير ولم يتبدل سبحانه وتعالى عما يصفون، وقد غابت هذه القاعدة عن أذهان كثيرن ممن تورطوا في التشبيه. والله أعلى وأعلم.
(1) هي جملة فارسية معناها: الملك مستول على عرشه.
Page inconnue