============================================================
12 الاوعن مالك بن أنس رضي الله عنه إمام أهل المدينة أنه قال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والايمان به واجث، والسؤال عنه بدعة، وقال للسائل: ما أراك إلا ضالا. وأمره بالصفع (1) فإذا هو جهم بن صفوان عليه اللعنة".
ال ولأن الله تعالى كان قبل أن يخلق العرش فلا يجوز أن يقال: بأنه انتقل إلى العرش؛ ال لأن الانتقال من صفات المخلوقين وأمارات المحدثين والله تعالى منزه عن ذلك، ولأن ال من قال بالاستقرار على العرش فلا يخلو إما أن يقول بأنه مثل العرش أو العرش أكبر ال منه، أو هو أكبر من العرش، وأيا ما كان فقائله كافر، لأنه جعله محدودا (2).
(1) أي الكشف عن وجهه.
(2) يقول الإمام أبو حنيفة في لاوصيته" الكلامية المشهورة ما صورته: "يقر بأن الله تعالى استوى على العرش من غير أن يكون له حاجة واستقرار عليه، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج، ولو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين، ولو كان محتاجا إلى الجلوس ال و القرار فقبل خلق العرش أين كان؟! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا".
قلت: قام الأستاذ أبو معاذ محمد بن عبد الحي عوينة بتحقيق لوصية الإمام أبي حنيفة" المذكورة، ال ولكنه- مع الأسف - قام بتحريف قول الإمام رضي الله عنه: "نقر بأن الله تعالى استوى على العرش من غير أن يكون له حاجة واستقرار عليه" ليصبح في طبعته هكذا: "نقر بأن الله تعالى ال استوى على العرش من غير أن يكون له حاجة واستقر عليه" ولا يخفى ما في هذا القول من تشبيه صريح، ونسبة مثل هذا الكلام إلى إمام مثل الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه محض افتراع، والإمام ال منه بريء، وقد ادعى أبو معاذ أن هذا هو نص الأصول الخطية التي رجع إليها واعتمد عليها في نشر "الوصية" ولكن الله أبى إلا أن يفضحه بيده، فحينما وضع نماذج من المخطوطات التي اعتمد عليها في التحقيق بصدر الكتاب، وضع صورة لهذا الموضع من الوصية، فإذا بالأصل الخطي الذي وضعه بيديه يشير إلى النص الصحيح لكلام الإمام كما أثبته.
ال و قد أشار محققا "اشرح وصية الإمام أبي حنيفة" للبابرتي والتي صدرت عن دار الفتح بالأردن الأستاذ محمد صبحي العايدي والدكتور حمزة وسيم البكري إلى أن جملة "واستقر عليه" قد =
Page inconnue