La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
76

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

ولم يكن يشوب تلك المحبة الخالصة والألفة الصادقة إلا مسألة إدخال الشبان | المصريين في العسكرية وهو الأمر الذي نسيه المصريون من عهد سقوط دولة | الفراعنة وإغارة الأجانب على مصر وحكمهم إياها حتى جهل المصريون في هذه | الأحقاب العديدة والقرون المديدة أن لهم وطنا يلزمهم الدفاع عنه والسعي في | كل ما يعود عليه بالسعادة والرفاهية لعلمهم أنهم ليسوا آمنين على أرواحهم | وأولادهم وأموالهم وأعراضهم من ظلم من أتى إليهم وطرأ عليهم من الأجانب | بين عجم ويونان ورومان ومسلمين على اختلاف عائلاتهم بين عباسيين | وفاطميين وأيوبيين وترك وجركس ومماليك مختلفي المشارب والمذاهب متحدين | على امتصاص دم المصري واستتراف ثروته واستخدامه واستعباده إلى غير ذلك | مما يضيق عنه هذا الكتاب .

هذا وقد اتخذ العساكر الألبانيون ( الأرنؤد ) اشتغال محمد علي باشا بموت | ولده والإحتفال بشأنه ، فرصة ووسيلة لتحريض الأهالي لا سيما المزارعين الذين | هم أكثر المصريين عددا إن لم يكونوا كلهم على مخالفة محمد علي باشا حتى إن | بعض البلاد امتنعت عن إدخال أولادهم في العسكرية وأهانوا المأمورين المكلفين | بجمعهم ولولا حكمة محمد علي باشا لتفاقم الأمر وعظم الخطب ونال الألبانيون | بغيتهم من تفويض أركان حكومته ودك دعائمها .

هذا ولما كان الجيش الجاري تنظيمه بأسوان بمعرفة سليمان أغا ورفقائه قد | بلغ درجة عظيمة في حسن النظام وصار بحيث يمكن الإعتماد عليه والإستناد | إليه ، أراد محمد علي باشا أن يجعله ركنا لدولته فأرسل إلى سليمان أغا أن يحضر | مع جيشه إلى الخانقاه ( الخنكا ) فحضر وكان جيشه مؤلفا من خمس وعشرين | ألفا ما بين مصري وسوداني وهو منقسم إلى ستة ألايات ضباطهم وصف | ضباطهم من الأورباويين ومن مماليك محمد علي باشا الذين كانوا أول من تدرب | على التعليمات العسكرية . |

Page 108