La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
75

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

لما وصل هذا الخبر المشئوم إلى إسماعيل باشا قام من ساعته ومعه باقي الجيش | قاصدا مدينة شندي وكان ملكها رئيسا لهذه الثورة فوصلها فجأة ودخلها بدون | أن يقاومه أحد أو يعارضه معارض حتى احتلها مع عسكره ثم أمر بإحضار ملك | شندي أمامه ، فلما مثل بين يديه أخذ يرميه بأنواع الشتم والسب حتى اشتد | غيظه ، وزاد بصفعه على وجهه فلم يقدر أن يفوه ببنت شفة ، بل أسرها له في | نفسه وعزم على الإنتقام منه ، وأما إسماعيل باشا فعفا عنه بشرط أن يدفع غرامة | | قدرها خمسة آلاف بينتو يدفعها في مدة خمسة أيام وألفان من الرقيق فامتثل | لذلك ملك شندي وقبل هذه الغرامة ظاهرا مصمما على الأخذ بالثأر .

ثم أولم لإسماعيل باشا ومن معه من كبار القوم وليمة في قصره ودعاهم إليها | فأجوبوا دعوته وتوجههوا إلى منزله غير عالمين بما تكن لهم صدور أعدائهم من | المكايد ، فبينما هم على الطعام إذ أمر الملك أعوانه بأن يجمعوا حطبا كثيرا وقشا | وتبنا وغير ذلك من المواد الجافة السريعة الإلتهاب ، وأمرهم أن يضعوه حول | البيت فلما فرغ الأضياف من تناول الطعام وتأهبوا للخروج والذهاب إلى | معسكرهم ، أضرم الأعداء النار فيما جمعوه حول المنزل من المواد الإلتهابية فلم | يمض إلا هنيهة حتى اتقد المنزل وما فيه من الأثاث وصار كشعلة من نار ولم | يتيسر لإسماعيل باشا ورفقائه الخروج لشدة النار ولإحاطة جنود الملك بهم من | كل جهة فسدت في وجوههم المسالك حتى ماتوا حرقى ولم يتيسر لعساكرهم | أن يبسطوا لهم يد المساعدة ويخلصوهم من هذه الميتة الشنعاء لإنقضاض باقي | جنود السودانيين عليهم وذبحهم إياهم ، فلم ينج منهم إلا من تمكن من الهرب | تحت جنح الظلام وأستار الليل .

فلما بلغ محمد علي باشا نعي ولده تأثر جدا وحزن على فقده زمنا طويلا لا | سيما وكان قد توفي قبله ولده طوسون باشا ومع ذلك لم يلهه حزنه عن النظر | في أمور حكومته والسعي في إتمام مشروعاته خصوصا ما يتعلق بتنظيم الجيش | مع ما صادفه في طريقه من العقبات التي كادت أن تحول بينه وبين نجاح | مشروعه لولا ثباته ومثابرته على العمل وعدم تأخره عند حدوث مانع أو طروء | صعوبة بل كان يلقى الصعوبات بقلب ثابت لا تزعزعه العواصف ولا ترهبه | القلاقل ولما جيء بجثة إسماعيل باشا محرقة إلى مصر احتفل بدفنها احتفالا عظيما | ظهر به ميل المصريين للعائلة الحاكمة ومشاركتها لها في فرحها وحزنها وسرائها | وضرائها . |

Page 107