La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
72

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

ثم خرج بجيشه إلى مدينة ( شندي ) فاعترضه في الطريق النوبيون الذين كانوا | قد جمعوا شتات قواهم واتحدوا للدفاع عن وطنهم ، ومع ذلك لم يجد دفاعهم | شيئا أمام القوة المصرية لأنها منتظمة مسلحة بالأسلحة النارية والمدافع القهرية | بل اضطروا إلى القهقرى بعد ما دفعوا عن وطنهم دفاع الأبطال ومات أغلبهم | شهداء وطنهم العزيز ، فاقتفى إسماعيل باشا أثر الباقيين حتى فرقهم أيدي سبا ولم | يجد بعد هذه المقاومة العظمى معارضا في طريقه فتقدم بخيله ورجاله ، ومدافعه | تتقدمه وألقى في قلوب السودانيين ما ألقاه من الرعب حتى وصل إلى مدينة | بربرة فألقى فيها بعض قنابل ليتحقق من عدم وجود من يدافع عنها فدخلها | وكان دخوله بموكب حافل في 8 خلت من شهر مارث سنة 1821 . وفي 8 | مايو من هذه السنة دخل مدينة ( شندي ) وهي واقعة في منتصف الطريق بين | بربر والخرطوم على البر الشرقي للنيل وفيها استسلم إلى إسماعيل باشا من | يدعى ( شاويش ) أحد أمراء بربر ودخل مع قومه في عداد العساكر المصرية | ليأمن بذلك على روحه وماله ولينتقم من باقي الأمراء الذين كانوا معادين له . | | وبعد ذلك تقدم في داخلية السودان حتى وصل إلى ملتقى النهرين الأزرق | والأبيض وأسس هناك مدينة الخرطوم لما لهذا الموقع من الأهمية التجارية والحربية | لسهولة الوصول منه بواسطة النيل إلى مصر ولإمكان إرسال الجيوش منه لفتح | السودان الشرقي حتى الحبشة حيث يخرج نهر ( عتبرا ) والنهر الأزرق أو لفتح | السودان الجنوبي حتى خط الإستواء بركوب النهر الأبيض ، وبعد أن حصن هذه | المدينة وجمع فيها المؤن والذخائر الكافية ترك فيها بعض عسكره لحمايتها وسافر | ببقية جيشه لفتح بلاد ( سنار ) الواقعة بين النهر الأزرق ونهر ( عتبرا ) ففتحها | وخلع أميرها واحتل تخته عنوة ثم أراد أن يستريح ويريح جيشه مما كابده من | الأتعاب والأوصاب وتحمل المشاق في هذه البلاد الحارة لا سيما وكان قد فشا | في عسكره المرض وأهلك كثيرا منهم .

هذا ولم يجد إسماعيل باشا ما حمل والده على فتح السودان وهو تبر الذهب | وإنما وجد بعض رمال يمكن أن يستخرج منها ذهب لكن الذي يحصل منها لا | يفي بما ينفق لإستخراجه ، ولما لم يجد مرغوبه استعاضه بأسر كل الشبان | السودانيين القادرين على حمل السلاح وإرسالهم مصفدين بالسلاسل والأغلال | إلى أسوان ليندرجوا في سلك العساكر المنتظمة الذين كان يمرنهم سليمان أغا | المتقدم ذكره ، فزاد عدد الوارد منهم بعد من يموت منهم في الطريق إما | بالأمراض الناشئة عن تغير حالتهم وطبيعتهم من المأكل والمشرب أو لعدم | موافقة طقس البلاد لهم ازديادا عظيما حتى اضطر سليمان أغا إلى طلب | مساعدين له على القيام بواجبات وظيفته وكتب بذلك إلى محمد علي باشا | فأجابه وعين معه ضابطين فرنساويين آخرين ومن يومئذ أخذ جيش أسوان | المنتظم في التقدم يوما عن يوم في سبل الفلاح والنجاح .

Page 104