La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
70

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

فبمجرد وصول جوابهم إلى الوالي عزم على فتح النوبة لإذلالهم وقطع | دابرهم وأمر بحشد الجيوش في جهات مصر القديمة للزحف على السودان | وجعل هذا الجيش تحت إمرة إسماعيل باشا ثالث أولاده ، وكان إسماعيل باشا | | المذكور متصفا بالشجاعة بارعا في ضروب القتال لكن أنى له أن يماثل أو يشابه | أخاه إبراهيم باشا الذي قهر العرب الوهابيين ودوخهم ، حتى لم تقم لهم بعد | ذلك قائمة مع كون العرب مشهورين بالبسالة وشدة البأس وهم الذين فتحوا | معظم البلاد في صدر الإسلام ولولا ما وقع بينهم من انفصام عرى الإتحاد | وتفرق الكلمة لملكوا سائر الأقطار وتغلبوا على جميع ما فيها . أما السودانيون | فهم قوم متوحشون لا علم لهم بفنون القتال عزل لا سلاح لهم إلا الرماح ولا | علم لهم بقوة نيران البنادق والمدافع إذ لم يسعموا بها قبل ذلك الوقت ولا واقي | لهم من مقذوفاتها إلا جلودهم أو الدرقة المصنوعة من جلد حصان البحر ، | فشتان بين هذه الأمم المتبربرة والعرب الذين كأنهم لم يخلقوا إلا للقتال ومع | ذلك فقد تمكن إبراهيم باشا من قهرهم وكبح جماحهم .

وكان هذا الجيش الذي كان تحت قيادة إسماعيل باشا مؤلفا من ثلاثة آلاف | وأربعمائة راجل وألف وخمسمائة فارس واثني عشر مدفعا وخمسمائة من عرب | العبابدة تحت رياسة شيخهم عابدين كاشف الذي وعده المرحوم محمد علي باشا | بأن يوليه على ونفلة بعد فتحها .

فلما اجتمع الجيش في جهة مصر القديمة أرسلت العساكر المشاة وباقي الميرة | والذخيرة إلى أسوان على طريق النيل وأما الخيالة والمدفعيون فسافروا إليها عن | طريق البر وكانت المقدمة تحت قيادة محمد بيك الدفتردار صهر الوالي .

Page 102