La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
29

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

وكيفية القبض عليه على ما جاء في الجبرتي أنه لما ذهب الباشا إلى مكة | استمر هو وابنه طوسون باشا مع الشريف غالب على المصادقة وبساط | المصافاة ، وجدد معه العهود والمواثيق والإيمان في جوف الكعبة بأن لا يخون أحد | صاحبه وكان الباشا يذهب إليه في قلة ، والآخر يأتي إليه وإلى ابنه كذلك | واستمروا على ذلك مدة ، وفي خامس عشر ذي القعدة دعاه طوسون باشا فأتى | إليه في قلة كالعادة فوجد بالدار عساكر كثيرة عندما استقر المجلس ووصل | عابدين بيك في عدة وافرة وطلع إلى المجلس فدنا منه وأخذ الجنبية من حزامه | وقال : أنت مطلوب للدولة فقال : سمعا وطاعة ولكن صبرا حتى أقضي أشغالي في | مدة ثلاثة أيام وأتوجه إليها ، فقال عابدين بيك لا سبيل إلى ذلك والسفينة | حاضرة في انتظارك ، فحصل في جميعه الشريف وعبيده رجة ، وصعدوا على | أبراج السراية وأرادوا الحرب فأرسل إليهم الباشا يقول لهم إن وقع منكم | حرب أحرقت البلد وقتلت أستاذكم ، وأرسل أيضا لهم الشريف يكفهم عن | ذلك وكان بهذه السراية أولاده الثلاثة فحضر إليهم الشيخ أحمد تركي وهو من | خواص الشريف وحزبه ، وقال لهم لم يكن هناك بأس وإنما والدكم مطلوب في | مشاورة مع الدولة ويعود لكم بالسلامة وحضرة الباشا يريد أن يقلد كبيركم | نيابة عن أبيه إلى رجوعه ولم يزل يكرر حتى انخدع كبيرهم لكلامه ، وقاموا معه | فذهب بهم إلى محل غير الذي به والدهم ووضعوا تحت الحفظ وفي الوقت نفسه | أحضر الباشا الشريف يحيى بن سرور وهو ابن أخي الشريف غالب وخلع عليه | وقلده إمارة مكة ونودي في البلدة باسمه وعزل الشريف غالب حسب الأوامر | السلطانية واستمر الشريف غالب عند طوسون باشا حتى أركبوه وأصحبوا معه | عدة من العسكر وذهبوا به وبأولاده إلى بندر جدة وأنزلوهم السفينة وساروا | بها من ناحية القصير إلى صعيد مصر . | | ثم ذكر الجبرتي في حوادث شهر محرم سنة 1229 خبر وصول الشريف غالب | إلى القاهرة فقال وفي يوم الأحد سابع عشرة وصل السيد غالب شريف مكة إلى | مصر القديمة وقد أتت به السفينة من القلزم إلى مرفأ ثغر القصير فتلقاه إبراهيم | باشا وحضر معه إلى قنا وقوص ثم ركب النيل بمن معه من أولاده وعبيدة | والعسكر الواصلين معه وحضر إلى مصر القديمة فلما وصل الخبر إلى كتخدا | بيك ضربوا عدة مدافع من القلعة إعلاما بوصوله وإكراما لمقامه ، على حد قوله | تعالى ^ ( ذق إنك أنت العزيز الكريم ) ^ هذا وبعد سفر الشريف غالب إلى مصر أمر | محمد علي باشا ولده طوسون باشا بالمسير إلى مدينة تربة لكنه التزم بالبقاء في | بلدة تدعى ( الكلخة ) بين الطائف وتربة عدة أيام لتأخر الشريف راجح في | إحضار الجمال التي كلفه الباشا بإحضارها للحملة . | ولما علم طوسون باشا أن المؤن كادت أن تنفد أمر بالسفر نحو مدينة تربة وهي | لا تبعد عن الكلخة إلا مسافة أربعة أيام ، ولكنه أبطأ بهم راجح في الطريق حتى | نفدت ، فحينئذ اضطر للرجوع خوفا من موت عساكره جوعا فعند ذلك انضم | الشريف راجح إلى عساكر الوهابيين لأنه كان متفقا معهم على خيانة المصريين | والإيقاع بهم ، فلما تقهقر المصريون عاد مع الوهابيين للهجوم عليهم فقابلهم | طوسون باشا وصدهم وفي أثناء ذلك ورد له المدد والمؤن فعاد بالكرة إلى تربة | ولم يتمكن من فتحها ، بل رجع ثانيا إلى الكلخة ومنها إلى الطائف وكتب إلى | والده بمكة يخبره بأنه تقهقر بسبب خيانة العرب ورئيسهم الشريف راجح وأنه | التزم بإحراق الخيم التي كانت معهم وكثير من لوازم العسكر حتى لا تقع في | أيدي العدو .

Page 60