La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
20

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

إن الوهابيين قوم من العرب تمذهبوا بمذهب عبد الوهاب وهو رجل ولد | بالدرعية ، وهي مدينة بأرض العرب من بلاد الحجاز ، وكان من وقت صغره | تظهر عليه النجابة وعلو الهمة والكرم وشب على ذلك واشتهر بالمكارم عند | كل من يلوذ به وبعد أن تعلم مذهب أبي حنيفة في مدارس بلاده سافر إلى | أصفهان ولاذ بعلمائها وأخذ عنهم حتى اتسعت معلوماته في فروع الشريعة | وخصوصا في تفسير القرآن ثم عاد إلى بلاده في سنة 1171 هجرية ( 1757 م ) | فأخذ يقرر مذهب أبي حنيفة مدة ثم أدته ألمعيته إلى الاجتهاد والإستقلال فأنشأ | مذهبا مستقلا وقرره لتلامذته فاتبعوه وأكبوا عليه ودخل الناس فيه بكثرة | وشاع في نجد والإحساء والقطيف وكثيرا من بلاد العرب مثل عمان وبني عتبة | من أرض اليمن ، ولم يزل أمرهم شائعا ومذهبهم متزايدا إلى أن قيض الله لهم | عزيز مصر محمد علي باشا فأطفأ سراجهم في سنة 1232 ( 1816 م ) وكسر | شوكتهم وأخفى ذكرهم وهالك رسالة من كلامهم تدل على بعض مذهبهم | ومعتقداتهم : | | اعلموا رحمكم الله أن الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام وهي أن تعبد الله | مخلصا له الدين وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم له كما قال تعالى ' وما | خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فإذا عرفت أن الله سبحانه وتعالى خلق العباد | للعبادة فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا | تسمى صلاة إلا مع الطهارة فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا | دخل في الطهارة كما قال تعالى ' ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله | شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون فمن | دعا غير الله طالبا منه ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه من جلب خير أو دفع ضر | فقد أشرك في العبادة كما قال تعالى ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا | يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم | أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ' وقال تعالى ^ ( والذين تدعون من دونه ما يملكون | من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم | القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئنك مثل خبير ) ^ فأخبر تبارك وتعالى أن دعاء | غير الله شرك فمن قال يا رسول الله أو يا ابن عباس أو يا عبد القادر زاعما أنه | باب حاجته إلى الله وشفيعه عنده ووسيلته إليه فهو المشرك الذي يهدر دمه | وماله إلا أن يتوب من ذلك ، وكذلك الذين يحلفون بغير الله أو الذي يتوكل | على غير الله أو يستعين بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو أيضا مشرك ، وما | ذكرنا من أنواع الشرك هو الذي قال الله فيه ^ ( إن الله يغفر أن يشرك به | ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ^ وهو الذي قاتل عليه رسول الله [ & ] | المشركين وأمرهم بإخلاص العبادة كلها لله سبحانه وتعالى .

Page 50