La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
164

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

وفي خلال هذه المدة أرسلت الروسيا المسيو ( برونو ) ثانية إلى ( لوندرة ) | ليطلب تعديل المشروع الأول ، بأن يخول لكل من انكلترا وفرنسا الحق في | إرسال ثلاث سفن حربية في بحر ( مرمره ) للإشتراك مع الجيش الروسي في حماية | إسلامبول لو هاجمها إبراهيم باشا فلم تفز الروسيا بمرامها في هذه المرة أيضا ، | هذا ولما علم محمد علي باشا بهذه المخابرات وتحقق أن الدول الأوروباوية | عموما وانكلترا خصوصا ساعون في إرجاع جيوشه إلى مصر وجبره على رد | كل ما فتحه من البلاد ، وأن فرنسا لا يمكنها مساعدته ، فضلا عن تعصب باقي | أوربا ومضادتها بأجمعها له أخذ في الاستعداد لصد القوة بالقوة بحيث لا يسلم | | شبرا من الأرض التي صرف ماله ورجاله في فتحها إلا مضطرا وكلف سليمان | باشا بتفقد سواحل الشام وتحصينها بقدر الإمكان سيما مدينتي ( عكا ) | و ( بيروت ) وأمر بتعليم كافة الأهالي جميع الحركات العسكرية وحمل السلاح ، | لكي يسهل له حفظ الأمن الداخلي بواسطتهم وصد المهاجمين بواسطة الجيش | المتدرب على الحرب ، ولزيادة جيشه استدعى من الأقطار الحجازية والنجدية | الجيوش المصرية المحتلة لها وأخذ أيضا في توفير الأموال من بعض وجوه | مصاريفها وأطلق سراح محمد ابن عون شريف مكة الذي كان قد ألزمه الإقامة | بمصر من مدة . وبالجملة تخلى عن بلاد العرب وتركها هملا كما كانت لإحتياجه | إلى المال والرجال لأنها كانت تكلفه سنويا مبلغا وقدره 700000 جنيه | مصري تقريبا بلا فائدة ، ثم أرسل جزءا عظيما من العساكر الواردة من بلاد | العرب إلى الشام للإستعداد لكل طارئ يطرأ وأرسل إلى ولده إبراهيم باشا | الأوامر المشددة بأن يجتهد في إطفاء كل ثورة جزئية يبديها سكان الجبل من | أي طائفة خوفا من اشتداد الخطب في الداخل حين الإحتياج للإنتباه لما يأتي من | الخارج .

ثم في أوائل سنة 1840 عاودت النمسا الكرة وطلبت من الدول اجتماع | مؤتمر في مدينة فيينا لتسوية هذه المسألة التي أقلقت بال الجميع فقبلت الدول | عقده في مدينة لوندره ، لا فيينا ، وطلبت فرنسا أن يكون للباب العالي مندوب | خصوصي في هذا المؤتمر مراعاة له لكونه له السيادة العظمى على البلاد المتنازع | بخصوصها .

Page 196