La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
160

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

فأرسلت الدول إلى قناصلها بالإسكندرية لتطلب من محمد علي باشا إرجاع | المراكب للدولة منعا لما عساه يحصل من إكراه الدول له على ذلك وألح عليه | قنصل فرنسا كثيرا فلم يصغ لنصائحهم بل عزم على أن لايردها للدولة ما لم | تمنحه ولاية مصر وولايات الشام وآسيا الصغرى ، التي احتلها بعساكره وتكون | له ولذريته من بعده ، وتضمن له الدولة ذلك وتعزل خسرو باشا من منصب | الصدارة ، وفي يوم 24 يوليو عاد إلى القسطنطينية عاكف أفندي الذي كان قد | أرسل لمصر لإيقاف تقدم الجيوش المصرية ومعه رسالة من محمد علي باشا | يقول فيها أنه كتب لولده إبراهيم باشا بأن يقف بالنقط التي هو بها إلى أن تصدر له | أوامر جديدة وأنه لم يزل مصرا على عدم قبول الصلح والطاعة للباب العالي إلى | إذا منحه وذريته من بعده الولايات التي احتلها ، وكيف يقبل خلاف ذلك | | وساريم أفندي المندوب للباب العالي كان عرض عليه ملك مصر | وولايتي صيدا وطرابلس ؟ |

تداخل الدول :

في يوم 27 من يوليو اجتمع وزراء الدول ليتداولوا فيما يلزم إتباعه في | المسألة المصرية منعا لإبراهيم باشا من الزحف على القسطنطينية ، ولتداخل | الروسيا ، لا سيما وأنه جيش للدولة لا برا ولا بحرا فقر رأيهم على إعطاء | محمد علي باشا مصر والشام ما عدا قسم ( أطنه ) وبلاد العرب بشرط أن يكون | للباب العالي حق الاحتلال وإدارة كل من دمشق و ( أوريشلم ) ومكة والمدينة | وأن يدفع والي مصر خراجا سنويا قدره ثلاثون مليونا قرشا تركيا ( تساوي | ثلثمائة ألف جنيه مصري تقريبا ) وقرروا أيضا أن يرسل إليه مندوبون لتبليغه | هذا القرار لكن قبل سفر هؤلاء المندوبين أرسل سفراء الدول إلى الباب العالي | لائحة مشتركة بتاريخ 28 يوليه ممضاة من سفراء فرنسا وانكلترا والنمسا | والروسيا وبروسيا يطلبون منه أن لا يقرر شيئا في أمر المسألة المصرية إلا | بإطلاعهم واتحادهم وأنهم مستعدون للتوسط بينه وبين محمد علي باشا لحل هذه | المسألة المهمة فأضطر الباب العالي أن يقبل هذا التداخل وأرسل إلى السفراء | يخبرهم أنه أوقف سفر المندوبين .

وكان الراغب أولا في هذه اللائحة المسيو ( دي مترنيخ ) وزير النمسا الأول | أكبر ساسة عصره ليضع الدولة العلية تحت حماية الدول العظام أجمع ، فعرض ما | بداله على وزارات باقي الدول فوقع لديهم موقع الإستحسان والقبول حتى | الروسيا نفسها ، خوفا من اتفاق باقي الدول ضدها وحماية الدولة العلية بالقوة | كما حصل في حرب القرم سنة 1853 .

Page 192