La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
15

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

وذكر الجبرتي أنهم شرطوا مع الأهالي أنهم لا يسكنون البيوت قهرا عن | أصحابها بل بالمؤاجرة والتراضي ، ولا يمتهنون المساجد ولا يعطلون الشعائر | الإسلامية وأعطوا أمين أغا نظير خيانته أمانا على نفسه ومن معه من العساكر | وأذنوا لهم بالذهاب إلى أي محل أرادوه ومن كان له دين على الديوان يأخذ | | نصفه حالا ونصفه الثاني مؤجلا ومن أراد السفر في البحر من التجار وغيرهم | يسافر في خفارتهم إلى أي جهة أراد ما عدا إسلامبول ، وأما الغرب والشام | وتونس وطرابلس ونحوها فطلق السراح ذهابا وإيابا وأن محكمة الإسلام تكون | مفتحة الأبواب للمتقاضين تحكم بشريعتها الإسلامية ولم يكلفوا أهل الإسلام | بإقامة دعوة عند الإنكليز بغير رضاهم . اه بتصرف . |

واقعة رشيد :

أما الجنرال الإنكليزي ، فمن بعد أن استراح بضعة أيام وجهز ما يلزم ، أمر | بتوجيه بعض عساكره إلى رشيد ليكون له في القطر موقع آخر وكان عدد من | أرسل من الجند إلى ثغر رشيد ألفى جندي منهم مائتان من البحرية ، ولم تكن | حامية رشيد مؤلفة إلا من بضع مئين يرأسهم شخص ذو صداقة وشجاعة يسمى | علي بك ، فلم يقلد أمين أغا حاكم الإسكندرية في تسليمه المدينة بل صمم على | المدافعة والمكافحة عن المدينة بكتيبة قليلة العدد والعدد على قدر الإستطاعة ، ثم | أمر عسكره وشدد عليهم بأن لا يطلقوا بنادقهم مطلقا حتى يشير إليهم ولما | شاهد عساكر الإنكليز ما شاهدوه من هذه الحالة ظنوا أنهم لا يجدون مدافعة بل | يدخلونه ثغر رشيد كما دخلوا الإسكندرية وكانوا في تعب من السير فدخلوا | البلد بدون احتراس وانتشروا في أسواقها حيث وجدوها خالية خاوية ، ثم بحثوا | عن أمكنة يلتجأون إليها ويستريحون فيها وأغلبهم رموا أسلحتهم وناموا في | الطرق ، فلما رأى ذلك على بك وتحقق التمكن منهم ، خرج عليهم بقليل من | العسكر وأطلق النار على كل جهة كانوا موجودين فيها ، فنالهم من ذلك دهشة | عظيمة كأنما بعثوا من القبور وأخذ الفشل فيهم ومما زاد في ارتباكهم إطلاق | العسكر بنادقهم عليهم من الأبواب والشبابيك وأسطحة البيوت فبعد قليل من | الزمن فرت الجنود الإنكليزية هاربة بدون انتظام إلى جهة الإسكندرية بعد أن | هلك اللواء القائد لها وكثير أيضا من الضباط ومائة جندي وأخذ منهم مائة | وعشرون أسيرا ومدفعان ، أما الهاربون فلم يزالوا يتحملون عناء السفر حتى | وصلوا إلى الإسكندرية . |

Page 44