La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
143

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

وفي أثناء هذه المدة توفي بمعسكر ( سيواس ) القائد التركي رشيد باشا الذي | هزمه المصريون في واقعة ( قونية ) قبل أن يأخذ بثأره ويمحو ما لحقه بسبب ذلك | من العار ، وعهدت قيادة هذا الجيش إلى حافظ باشا أحد قواد الدولة العلية | الذين امتازوا في الحروب بالثبات والرزانة والأمانة والتبصر في عواقب الأمور . | | ولما انتشر في أروبا خبر فشل الدروز وانتصار المصريين عليهم اضطربت | الدول وأرسلت إلى الباب العالي تسنتهض همته لمحاربة المصريين والمبادرة إلى | استخلاص البلاد الشامية من أيديهم خوفا من تقدمهم إلى بلاد الأناضول إذا | استتب الأمن في بلاد الشام وهدأت الدروز وأبانت له الدول أيضا مضار | استفحال أمر محمد علي باشا وأنه يخشى من أن ينادي باستقلاله لو لم يسرع | الباب العالي في جعل مصر مثل الولايات الشاهانية ، فأصغى الباب العالي إلى | هذه الآراء التي ربما كانت مبنية على غايات شخصية ، ومال مع الدول وأوعز | إلى حافظ باشا أن يتقدم إلى تخوم الشام من الجهة التي يسهل عليه الدخول منها | فأسرع حافظ باشا بالتقدم إلى الأمام معللا نفسه بالنصر على المصريين ورد ما | فقدته الدولة العلية في واقعة قونية وما قبلها .

ولما كانت مضايق ( طوروس ) قد حصنها المصريون بالقلاع والمدافع الضخمة | على أحسن أسلوب وأتم نظام بهمة من استخدمهم عزيزهم من المهندسين | الأجانب ، وصار يتعذر بل يستحيل على أي جيش المرور منها ، اقترب حافظ | باشا من جهة ديار بكر وأورفه ، حيث يمكن للمهاجم الدخول إلى البلاد التابعة | للحكومة المصرية بسهولة لإتساع السهول في تلك الجهة وعدم وجود جبال | يمكن تحصين مسالكها كجبال ( طوروس ) ولما علم إبراهيم باشا بذلك جمع معظم | جنوده ومدافعه حول مدينة حلب كي يتيسر له صد المهاجم من اي جهة أتى | وأما حافظ باشا فارتكب خطأ عظيما ظن أن فيه النصر ، مع أنه كان سبب | انكساره كما سيأتي مفصلا إن شاء الله ، وهو تجزئة جيشه إلى عدة فرق ليغير | على بلاد الشام ويتعدى حدودها من جملة نقط في آن واحد ولما ذاع خبر تقدم | الجيشين أمام بعضهما واستعدادهما للقتال طمحت أبصار دول أوربا إلى ما | يكون وراء هذه المعركة من النتائج المهمة التي ربما انقلب بسببها التوازن | الشرقي ، وصارت السلطة في يد محمد علي باشا وانتقل مركز الخلافة من | القسطنطينية إلى القاهرة . |

Page 175