La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

Mohammed Farid Bey d. 1338 AH
138

La Joie de Tewfik dans l'histoire du fondateur de la famille khédiviale

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Chercheur

د .أحمد زكريا الشلق

Maison d'édition

دارالكتب والوثائق القومية

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

1426هـ /2005 م

Lieu d'édition

القاهرة / مصر

هذا ولما علم الباب العالي بما جرى بين والي مصر والدول وكيف قابلت | الدول مشروعه وتحقق أنها لا تعارضه في إرجاع مصر تحت سلطته كما كانت | بل ربما ساعدته على ذلك ، أخذ في توجيه أفكاره نحو جبل لبنان ليتسنى له | الدخول في مسألتهم وأرسل عددا عظيما من الجند إلى معسكر ( سيواس ) لكن | لم ترد فرنسا ذلك طلبت من الباب العالي أن يرسل إلى مصر أحد من يعتمد | عليهم للمخابرة مع وإليها في طريقه رضا الطرفين ، وذلك أولى من | استعمال القوة لأول وهلة فإنه أمر لا يكون وراءه إلا اثارة نار الحرب وسفك | دماء العباد بدون فائدة ولا عائدة ، فرضى الباب العالي بذلك وأرسل أحد | مستخدمي خارجيته المدعو ( ساريم بيك ) إلى والي مصر لهذه الغاية فقابله بكل | بشاشة وإيناس وأظهر له خضوعه إلى الدولة العثمانية وأخبره بأنه لم يكن في | عزمه الإتيان بأي أمر يكون بسببه تغيير الحالة الحاضرة ، فسر من ذلك مندوب | الدولة العلية ورغب منه أن يتوجه معه إلى دار الخلافة ليتفق بنفسه مع جلالة | السلطان محمود خان على ما يكون عليه السير في المستقبل فلم يقبل منه | ذلك البتة لعلمه أن في سفره إلى اسلامبول ما يكره ، فعرض عليه حينئذ ( ساريم | بيك ) أن يعطي ولايتي مصر والعرب وتكونا له ولذريته إلى ما شاء الله وبلاد | الشام أيضا إلى جبال طوروس مدة حياته وأن يدفع للدولة خراجا سنويا | | يكون للسلطان حق تقديره ، فقبل ذلك منه وكان ذلك في أوائل سنة 1837 | وتم الاتفاق بينهما على ذلك وعاد المندوب إلى الدولة بهذا الوفاق .

ولكن لم يقبل الباب العالي هذه الشروط كلها بل تراءى له أن لا يعطيه في | الشام إلا ولايتي ( صيدا وطرابلس ) إلى مفاوز جبال ( طوروس ) وتكون تلك | الجبال تابعة للدولة حتى يمكنها بذلك ، متى سنحت لها الفرصة ، أن ترسل | جيوشها إلى مصر بدون أن يكون لها في الطريق معارض ولا منازع فلما وصل | هذا الخبر إلى محمد علي باشا علم أن لا سبيل إلى الاتفاق بالطرق السليمة ، وأنه | لا بد من الحرب عاجلا أو آجلا فأعلن لقناصل الدول أنه لا يقبل هذه الشروط | وأنه عازم على المحافظة على كل ما فتحه بكل ما في وسعه وأن لا يسلم شبرا | من الأرض التي احتلها إلى الدولة العلية طائعا وأنه لا يترك مملكته عرضة | لإغارات العساكر العثمانية بتسليمهم مضايق جبال ( طوروس ) ، التي لم يستول | عليها إلا بشق الأنفس وبذل الأرواح وإضاعة الأموال وأنه لو تنازل عن ذلك | لعد نذلا جبانا لا يصلح أن يكون حاكما .

Page 170