Les enfants de notre quartier

Naguib Mahfouz d. 1427 AH
92

Les enfants de notre quartier

أولاد حارتنا

Genres

فتأثر جبل حتى انحنى رأسه، ودفعه شعور مرهف إلى أن ينظر نحو زقلط فرآه يبتسم ابتسامة شماتة كريهة فانطبقت شفتاه في حنق، ثم قال في أسى: لا خيار لي، ولن أنسى صنيعك معي ما حييت.

فحدجه الأفندي بنظرة قاسية وسأله: يجب أن أعرف إن كنت معنا أم علينا؟

فقال جبل بحزن وهو يشعر بأنه في النزع الأخير من حياته الراهنة: ما أنا إلا ربيب نعمتك فلا يمكن أن أكون عليك، ولكن من العار أن أترك أهلي يبادون وأنا أنعم بظلك.

وقالت هدى وهي تتلوى من انفعال الأزمة التي تهدد أمومتها: يا معلم زقلط فلنؤجل الحديث إلى وقت آخر.

فقطب زقلط كأنما ركب على وجهه حافر بغل، ونقل عينيه بين الأفندي وزوجه ثم تمتم: لا أدري ماذا يحدث غدا في الحارة!

فتجنب الأفندي النظر إلى هدى وتساءل: أجبني يا جبل أأنت معنا أم علينا؟

وتمادت موجة الغضب به حتى بلغت قمة رأسه فهتف دون أن ينتظر الجواب: فإما أن تبقى معنا كواحد منا، وإما أن تذهب إلى أهلك؟

وثار جبل ، وبخاصة وهو يلحظ أثر هذا القول في صفحة وجه زقلط فقال بعزم: يا سيدي إنك تطردني، وإني ذاهب.

وهتفت هدى بصوت معذب: جبل!

وهتف زقلط ساخرا: أمامكم الرجل كما ولدته أمه.

Page inconnue