Les enfants de notre quartier

Naguib Mahfouz d. 1427 AH
91

Les enfants de notre quartier

أولاد حارتنا

Genres

وارتفعت موجة الغضب في صدر جبل حتى قلقلت جذور إرادته فقال بصوت شديد: ليسوا مجرمين وإن غصت حارتنا بالمجرمين!

قبضت يد هدى بشدة على طرف شالها الأزرق، وتحركت فتحتا أنف الأفندي وقد عبرت وجهه صفرة، فتشجع زقلط بهذه المظاهر وقال بحقد ساخر: لك عذر في دفاعك عن المجرمين ما دمت منهم! - تهجمك على المجرمين شيء لا يصدق وأنت شيخ الإجرام في حارتنا.

قام زقلط قومة عنيفة وقد اربد وجهه، وقال: لولا مكانتك عند آل هذا البيت لأخرجتك من مجلسك على أجزاء!

فقال جبل بهدوء مخيف يشف عما تحته: أنت واهم يا زقلط!

وصاح الأفندي: أتجرآن على هذا أمامي؟

فقال زقلط بخبث: إني أناطحه دفاعا عن هيبتك!

فأوشكت أصابع الأفندي أن تفتك بالمسبحة، وخاطب جبل بشدة قائلا: لا أسمح لك بالدفاع عن آل حمدان. - هذا الرجل يفتري الكذب عليهم لغاية سوء في نفسه. - دع هذا لتقديري أنا!

وساد الصمت هنيهة. ترامت من الحديقة زقزقة لاهية، وتعالت في الحارة موجة تهليل صاخبة يتخللها سباب فاحش. وابتسم زقلط قائلا: أيأذن لي حضرة الناظر في تأديب الجناة؟

أيقن جبل أن ساعة المنايا قد دنت فالتفت نحو الهانم وقال يائسا: سيدتي، سأجد نفسي مضطرا إلى الانضمام إلى أهلي في سجنهم؛ لألقى معهم مصيرهم.

فهتفت هدى في عصبية ظاهرة: يا لخيبة رجائي!

Page inconnue