التحفة الأحمدية في بيان الأوقات المحمدية
التحفة الأحمدية في بيان الأوقات المحمدية
Maison d'édition
مطبعة الجمالية
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1330 AH
Lieu d'édition
مصر
Genres
مطالب أول من صلى الصلوات الخمس
فوافقه فهما أى المغرب والعشاء وجعل الصبح فى الطرف الأول والظهر والعصر فى الطرف الآخر وهذه الرواية تكون الآية دالة على الخمس وإلا فيبقى الظهر فى الرواية الأولى جزاه الله عنا كل خيراً هو مثل ما تقدم فى الأحكام والمقدمات (وقال القرطبى) فى تفسيره وقيل الطرفان الظهر والعصر والزلف المغرب والعشاء والصبح * وهذا القول استحسن عندى قبل وعرضته على بعض أهل العلم وأياه فوجدته ولله الحمد قاله هذا المحقق وذكر القول الأول وقال وقيل الطرفان الصبح والمغرب وعزا كل قول القائل انتهى، وزاد شيخنا أدام الله عزه فى كتابه الصلاة آية سادسة جامعة للصلوات الخمس وهي قوله تعالى فى سورة ق ((وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه)) فقبل طلوع الشمس الصبح وقبل الغروب الظهر والعصر ومن الليل المغرب والعشاء وأما قوله وادبار السجود يعنى التسبيح فى آثار الصلوات والسجود والركوع يعبر بهما عن الصلاة وقيل النوافل بعد المكتوبات فتكون هذه الآية جامعة للفرائض والنوافل وقيت آية سابعة فى ((واذكر اسم ربك)) أى صل له بكرة صلاة الصبح وأصيلا صلاة الظهر والعصر ومن الليل فاسجد له صلاة العشاءين وسبحه ليلاً طويلاً يعنى التهجد بالنوافل اهـ كلامه أطال الله حيانه وأجاد وأفاد فى الكلام على الخمسة الأولى فلينظر ﴿تنبيه﴾ دليل الرفاق اعلم ان الصلاة المشروعة ثمانية كما ان الأعضاء الكافية من الإنسان ثمانية لأن الذات مع نسبها ثمانية * الذات والصفات السبع، وأما الأعضاء فالسمع، والبصر، واللسان، واليد، والبطن، والفرج، والرجل، والقلب = وأما الصلوات الثمانية المشروعة، فهى الصلوات الخمس، والوتر وهو صلاة الليل، وصلاة الجمعة، والعيدين، والكسوف، والاستسقاء، والاستخارة، وصلاة الجنازة وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت فى الدعاء فان الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم من الدعاء بالوسيلة وغيرها مثل المقام المحمود قاله فى الفتوحات (قلت) وهذه رحمة من الله علينا بالكل مقابلة لأبواب رحمة الجنة الثمانية لكى إذا حافظنا عليها دخلنا من أيها شئنا ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) واه منه ﴿تنبيه﴾ دليل الرفاق أول من صلى الصبح آدم عليه السلام وكان لا يعرف ظلمة الليل فلما رآها خاف أن يكون ذلك من أجل خطيئته فبات مغشياً عليه فلما رأى ضوء الفجر صلى ركعتين شكر الله تعالى ثم فرضت على هذه الأمة ليخرجوا بها من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات الشرك إلى نور الإيمان ومن ظلمات المعاصى إلى نور التوبة، وأول من صلى الظهر إبراهيم عليه السلام لما فدى ولده بذبح عظيم وكان قد أصابته هموم أربع ذبح ابنه ورضوان ربه ووجد والدة ابنه وشماتة عدوه إبليس فلما زالت همومه صلاها أربعاً شكراً فرضت على هذه الأمة لتكون من بلة لأربع. وسوسة الشيطان، وآثار العصيان. ويؤدى مصلها بكافر من النيران، ولينال بها رضى الرحمن يوم العرض والميزان * وأول من صلى العصر سليمان عليه السلام لما رد الله عليه ملكه وكبت صخر عدوه وأسال الله عين القطر وناب عليه صلاها أربعاً مقابلة لهذه النعم وشكراً عليها فرضت على هذه الأمة ليرد الله عليها ملك فارس والروم وليعينها على قهر عدوها الهوى وليفتح عليها خزائن الأرض والسموات وليغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأول من صلى المغرب عيسى لما قيل له انه ثالث ثلاثة ليظهر كذبهم وافتراءهم وليظهر عبوديته فوجبت على هذه الأمة شكر الله على ما خصها به من محض التوحيد، وأول من صلى العشاء يونس أخرجه الله من الظلمات الثلاث وأنبت عليه شجرة اليقطين فوجبت على هذه الأمة ليخرج الله عنهم بها ظلمة الشرك والشك والجهل ولينبت شجرة اليقين فى قلوبهم اه وفيه نكتة ويروى ان الرباعيات الثلاث جعت مقابلة لشكر حاسة الذوق واللمس والسمع وذلك ان حاسة الذوق يعرف بها الحار والبارد والحلو والمر. وحاسة اللمس يعرف بها الخشن واللين والحار والبارد. وحاسة السمع يعرف بها الصوت من الجهات الأربع جعلت الرباعيات مقابلة لشكر هذه النعم كل واحدة مقابلة لواحدة
22