أقول: كأنّ الرجل لا يعرف المنطوق من المفهوم! ولا يخفى أنه (^١) من طلوع الفجر الصادق إلى الإسفار.
* * * *
في حديث المدينة (^٢): «لا يصبر أحد على لَأْوائها [فيموت]، إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة [إذا كان مسلمًا]».
أقول: أراد ــ والله أعلم ــ الشفاعة الخاصة، وهي ما تكون في مغفرة الذنوب. ولهذا قال: «شفيعًا أو شهيدًا»؛ لأن الصابر قد لا يكون له ذنوب تتوقَّف مغفرتها على الشفاعة لكثرة حسناته، فهذا يكون له شهيدًا. والله أعلم.
* * * *
في «مسلم» (^٣) عن معمر بن عبد الله: [إني] كنت أسمع رسول الله ﵌ يقول: «الطعام بالطعام مثلًا بمثل» قال: وكان طعامنا يومئذ الشعير.
هذا الحديث حجَّة في أن الأطعمة كلُّها ربوية، ولكن (^٤) يحتمل أن يُحمل على البرِّ والشعير فقط، بدلالة أنه لما فصَّل لم يَذكر غيرَهما، ويعتضد بقول الصحابي: وكان طعامنا يومئذ الشعير.