============================================================
قال الربيع: فأرسل إلي ليلا فراعني ذلك، فحيته فإذا هو يقرأ هذه الآية، وكان أحسن الناس صوتا، فعرفي خبر الرؤيا، وقال: على موسى بن جعفر قال: فجيته به فعانقه وأحلسه إلى جانبه، وقال: يا أبا الحسن إني (1) رأيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه في النوم، فقرأ علي الآية، فتومنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي بعدي. فقال: والله لا فعلت ذلك، ولا هو من شأنى. فقال: صدقت. ثم قال: يا ربيع أعطه ثلائة الاف دينار، ورده إلى أهله بالمدينة. قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا وهو في الطريق(2). وللمهدي(3): أرى ماء وبي عطش شديد ولكن لا سبيل إلى الوزود أراح الله من محسدي فؤادي وعجل بي إلى دار الخلود أما يكفيك أنك تملكيني وأن الناس كلهم عبيدي وأنك لو قطعت يدي ورخلى لقلت من الرضا أحسنت زيدي غضب المهدي على جاريته حسنة، ثم استبان عذرها، فقال يتالفها: بكيت ومن هذا على الهحر لا ييكي ولو شئت أن أبرا لجددت لي وصلا فوالله ما اختار الفؤاد سواكم ولا هم إلا قال حبكم مهسلا وروي أن المهدي لما حج ودخل مسحد البي ، فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذتب(4). فقيل له: قم هذا أمير المؤمنين. فقال ابن أبي ذتب: إنما يقوم الناس لرب العالمين. فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في حسدي(5) ورأسي (2).
(1) لست في غ وم.
4. تاريح بعداد: 32/13.
(3) اتظر الأبيات ي تاريخ الطرى: 185/8 ونسبها إلى التوزي قالها في حسنة حاريته؛ الوافي بالوفيات: 301/3 .
(4). هو حمد بن عبدالرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذتب القرشى المدني، الفقيه (ت 159ه/775م). انظر: المعارف: 485، تاريخ بغداد. 296/2؛ وفيات الأعيان: 183/4؛ تاريخ مولد العلماء: 371،202/1.
(5). ليست في ب.
(3). تاريخ بغداد: 1100/2 تهديب الكمال: 142/20.
309
Page 48