قال الهيثم ثم إن ابن الزبير مضى إلى صفية بنت أبي عبيد زوجة عبد الله ابن عمر فذكر لها أن خروجه كان غضبا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار من أثرة معاوية وابنه وأهله بالفيء وسألها مسألته أن يبايعه فلما قدمت له عشاءه ذكرت له أمر ابن الزبير واجتهاده وأثنت عليه وقالت ما يدعو إلا إلى طاعة الله جل وعز وأكثرت القول في ذلك فقال لها أما رأيت بغلات معاوية اللواتي كان يحج عليهن الشهب فإن ابن الزبير ما يريد غيرهن قال المدائني في خبره وأقام ابن الزبير على خلع يزيد ومالأه على ذلك أكثر الناس فدخل عليه عبد الله بن مطيع وعبد الله بن حنظلة وأهل المدينة المسجد وأتوا المنبر فخلعوا يزيد فقال عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي خلعت يزيد كما خلعت عمامتي ونزعها عن رأسه وقال إني لأقول هذا وقد وصلني وأحسن جائزتي ولكن عدو الله سكير خمير وقال آخر خلعته كما خلعت نعلي وقال آخر خلعته كما خلعت ثوبي وقال آخر قد خلعته كما خلعت خفي حتى كثرت العمائم والنعال والخفاف وأظهروا البراءة منه وأجمعوا على ذلك وامتنع منه عبد الله بن عمر ومحمد بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وجرى بين محمد خاصة وبين أصحاب ابن الزبير فيه قول كثير حتى أرادوا إكراهه على ذلك فخرج إلى مكة وكان هذا أول ما هاج الشر بينه وبين ابن الزبير
وقعة الحرة
Page 29