Le Livre des Chansons
الأغاني
Chercheur
علي مهنا وسمير جابر
Maison d'édition
دار الفكر للطباعة والنشر
Lieu d'édition
لبنان
أن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه وعلى أبيه السلام لما سار إلى العراق شمر ابن الزبير للأمر الذي أراده ولبس المعافري وشبر بطنه وقال إنما بطني شبر وما عسى أن يسع الشبر وجعل يظهر عيب بني أمية ويدعو إلى خلافهم فأمهله يزيد سنة ثم بعث إليه عشرة من أهل الشام عليهم النعمان بن بشير وكان أهل الشام يسمون أولئك العشرة النفر الركب منهم عبد الله بن عضاه الأشعري وروح بن زنباع الجذامي وسعد بن حمزة الهمداني ومالك ابن هبيرة السكوني وأبو كبشة السكسكي وزمل بن عمرو العذري وعبد الله بن مسعود وقيل ابن مسعدة الفزاري وأخوه عبد الرحمن وشريك بن عبد الله الكناني وعبد الله بن عامر الهمداني وجعل عليهم النعمان بن بشير فأقبلوا حتى قدموا مكة على عبد الله بن الزبير وكان النعمان يخلو به في الحجر كثيرا فقال له عبد الله بن عضاه يوما يابن الزبير إن هذا الأنصاري والله ما أمر بشيء إلا وقد أمرنا بمثله إلا أنه قد أمر علينا إني والله ما أدري ما بين المهاجرين والأنصار فقال ابن الزبير يابن عضاه مالي ولك إنما أنا بمنزلة حمامة من حمام مكة أفكنت قاتلا حماما من حمام مكة قال نعم وما حرمة حمام مكة يا غلام ائتني بقوسي وأسهمي فأتاه بقوسه وأسهمه فأخذ سهما فوضعه في كبد القوس ثم سدده نحو حمامة من حمام المسجد وقال يا حمامة أيشرب يزيد بن معاوية الخمر قولي نعم فوالله لئن فعلت لأرمينك يا حمامة أتخلعين يزيد بن معاوية وتفارقين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتقيمين في الحرم حتى يستحل بك والله لئن فعلت لأرمينك فقال ابن الزبير ويحك أو يتكلم الطائر قال لا ولكنك يا بن الزبير تتكلم أقسم بالله لتبايعن طائعا أو مكرها أو لتتعرفن راية الأشعريين في هذه البطحاء ثم لا أعظم من حقها ما تعظم فقال ابن الزبير أو تستحل الحرم قال إنما يستحله من ألحد فيه فحبسهم شهرا ثم ردهم إلى يزيد بن معاوية ولم يجبه إلى شيء وفي رواية أحمد بن الجعد وقال بعض الشعراء وهو أبو العباس الأعمى واسمه السائب بن فروخ يذكر ذلك وشبر ابن الزبير بطنه
( ما زال في سورة الأعراف يدرسها
حتى بدا لي مثل الخز في اللين )
( لو كان بطنك شبرا قد شبعت وقد
أفضلت فضلا كثيرا للمساكين )
Page 27