فإنَّ أبي ووالدَهُ وعِرْضِي ... لعِرْضِ محمَّدٍ مِنكمْ وِقاءُ
أراد فإن أبي وجَدِّي ونفسي وقاء لنفس محمد، ومما يزيد في وضوح هذا حديثٌ حدَّثنيه الزيادي عن حمَّاد بن زيد عن هشام عن الحسن قال: قال رسول الله ﷺ: " أيعجزُ أحدكمْ أنْ يكونَ كأبي ضَمْضَمٍ، كان إذا خرج من منزله قال: اللهم إني قد تصدَّقتُ بعِرْضِي على عِبادك ". ومن ذلك: " العِتْرَة " يذهب الناس إلى أنها ذُرّيَّةُ الرجل خاصَّة، وأنَّ من قال: " عترة رسول الله ﷺ " فإنما يذهب إلى ولد فاطمة ﵂، وعِتْرَة الرجل ذريته وعشيرته الأدْنَوْنَ: مَنْ مضى منهم، ومن غَبَرَ، ويدُلك على ذلك قول أبي بكر ﵁: " نحن عِتْرَة رسول الله ﷺ التي خرج منها، وبَيْضَته التي تَفَقَّأَتْ عنه، وإنما جِيبَتْ العربُ عنا كما جيبت الرحا عن قُطْبها " ولم يكن أبو بكر رضوان الله عليه ليدَّعي بحضرة القوم جميعًا ما لا يعرفونه.
1 / 32