وقال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: وأنت أيضا لا تقرأ القرآن، ألم تسمع قول الله عز وجل:
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ، وقوله عز وجل قبل هذه الآية:
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا .
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لقد هممت أن أذهب مذهب الأستاذ كامل الشناوي.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: إياك أن تفعل فإن الله عز وجل قد وصف عباده الذين أخلصوا قلوبهم له، فقال في بعض وصفهم:
والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ، فاحرص جهدك على أن تكون من هؤلاء.
وقد كتب الدكتور طه على هامش كلمته، هذه العبارة: «لا تنشر وإنما تعرض على كامل الشناوي.»
ولكني لم أستطع أن أطوي الكلمة، وها أنا ذا أنشرها في اليوميات، لأتيح للقراء أن يروني، وقد أمسك بي الدكتور طه ورماني في جنة الشوك!
وكل ما قاله الدكتور طه لا يخضع للجدل، فهو من صميم القرآن الكريم الذي أحفظه وأومن به، وأعترف بأني أفهم بمنطق العقل مدلول ما ورد في كتاب الله عن التبذير والمبذرين، ولكن منطق العقل يتعارض أحيانا مع منطق السلوك!
ولقد قادني سلوكي بمنطقه الخاص إلى أن أبذر في إنفاق المال، وهو منطق يقوم على أن التبذير الذي يجعلني من الشياطين، أو إخوان الشياطين، ليس هو التبذير في المال بالإنفاق، ولكن التبذير في العمر بالحرمان من المتاع الحلال، والحرمان يقتضي التقتير في الإنفاق، وهكذا يصبح لرصيد الحياة، وهو شر أنواع التبذير والتبديد!
صفحه نامشخص