وقلت لإحسان: لتكن لك أسوة في أستاذنا سقراط؛ لقد اتهمه حكام أثينا بإفساد الشباب بآرائه، وسقوه السم!
وقال إحسان: لقد كان سقراط فيلسوفا، وأنا لست بفيلسوف، إنني فنان أعيش بأعصابي، فدعوا لي أعصابي كي أعيش وأعمل، إنني أحب الفن وأكره الفلسفة، وعندما أصبح فليسوفا اشنقوني!
طه حسين يرميني في جنة الشوك!
لم أتصور أن الكلمة التي كتبتها عن الفقر الذكي والثراء الغني، ستثير السخط على شخصي بهذه الصورة؛ لقد اتهمني الأغنياء بتحريض الفقراء عليهم، واتهمني الفقراء بأني أحاول تخديرهم بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع!
أما أستاذنا الدكتور طه حسين، فهو الوحيد الذي برأني من التحيز للأغنياء، أو التعصب للفقراء، واكتفى بأن جعلني من إخوان الشياطين؛ تطبيقا للآية الكريمة التي تقول:
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين !
ولقد خصني بكلمة من كلماته اللاذعة التي اختار لها عنوان «من جنة الشوك»، وهذه هي الكلمة:
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ألم تقرأ ما كتبه الأستاذ كامل الشناوي في «الجمهورية » أمس ، وأنبأنا فيه بأن يده لا تمسك المال إلا كما تمسك الماء الغرابيل.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: لو قد أكثر قراءة القرآن لصد عن ذلك صدودا، ولأنفق حين يحسن الإنفاق واقتصد حين يجب الاقتصاد.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: وما ذاك!
صفحه نامشخص