وسأل زيتون الربان: «ماذا يحدث لو أنك هبطت معي تاركا ظهر السفينة، ثم ذهبنا إلى غرف نومنا ونمنا؟»
ونظر إليه الربان نظرة استفهام، وأجاب قائلا إن السفينة لا بد وبكل تأكيد أن تصطدم بشيء، أو تجنح أو ترتطم بدبر مرجاني. وعلى أي حال فالنتيجة كارثة.
فقال زيتون: «إذن من دون ربان لا تستطيع السفينة الإبحار.»
وقال الربان: «نعم. ما مغزى سؤالك؟»
وابتسم زيتون، وقال: «انظر فوقك، انظر إلى النجوم والقمر. كيف تحتفظ النجوم بمواقعها في السماء؟ وكيف يدور القمر حول الأرض، والأرض حول الشمس؟ من الذي يرشدها؟»
وابتسم الربان لزيتون؛ إذ يشعر بأنه أوقع في فخ.
وأكمل زيتون عبارته قائلا: «من دون أن يرشدنا أحد، ألا تسقط النجوم والقمر على الأرض؟ ألا تطغى المحيطات على اليابسة؟ كل مركبة وكل ناقلة للبشر تحتاج إلى قائد. صحيح؟»
كان الربان مأخوذا بجمال الاستعارة، فاكتفى بالصمت تعبيرا عن استسلامه. •••
وعلى سقف منزله، زحف زيتون داخلا خيمته، محاولا ألا يوقظ ناصرا، أدار ظهره للحريق ونام نوما متقطعا، وهو يفكر في الحريق وفي الطوفان وفي قدرة الله.
الأحد 4 من سبتمبر
صفحه نامشخص