واستمر زيتون في صلاته حتى أنهاها. وانتظر الحارس في صمت، وعندما نهض زيتون، أومأ الحارس إليه قائلا: «اجمع أشياءك. سوف تخرج اليوم!»
وصاح زيتون: «ماذا؟» - «أسرع!»
وتهاوى زيتون على الجدار، كانت رجلاه تعجزان عن حمله. •••
كانت كاثي تنتظر خارج السجن مع عدنان.
ووصل أوتوبيس أبيض، وكان فيه شبح يسير من اليسار إلى اليمين، ثم نزل من الأوتوبيس إلى الرصيف. كان عبد الرحمن زوجها. كان قد فقد تسعة كيلو جرامات من وزنه، كان يبدو رجلا مختلفا، رجلا أصغر حجما، وقد طال شعره، وكسا الشيب معظمه، وبللت الدموع وجهها. قالت في نفسها : «ما أصغر ما يبدو!» وغلبتها موجة غضب شديدة: «لعن الله هؤلاء الناس! أنتم جميعا، كل مسئول عن حدوث هذا.»
وشاهدها زيتون، فابتسم، وذهبت إليه. كانت الدموع تغطي وجهها كله، فلم تكد تستطيع الإبصار. هرعت إليه، كانت تريد أن تحميه، أن تحتضنه بين ذراعيها، وتشفيه. «عودي إلى مكانك!»
وشعرت بيد ثقيلة على كتفها، كان أحد الحراس قد استوقفها.
وصرخ الحارس: «ظلي هنا!»
كانت كاثي قد تخطت أحد الحواجز. لم يكن الحاجز واضحا لعينيها، ولكن الحراس كانوا قد حددوا منطقة لا يسمح لأقارب السجناء بدخولها.
وظلت تنتظر، واقفة على مبعدة أمتار قليلة من زوجها، وظل كل منهما يحدق في الآخر، ويبتسم ابتسامة جهمة. كان يبدو شيخا حزينا. كان يرتدي سروالا من قماش الجينز، وقميصا من القماش نفسه، وصندلا مفتوحا برتقالي اللون. كانت هذه أردية السجن، وكانت تبدو فضفاضة عليه؛ إذ كانت تزيد بدرجتين على مقاس جسمه.
صفحه نامشخص