وسار زيتون مع كاثي على الشاطئ، وزيتون يحمل صفية، وقطعا نحو ميل على رمال الشاطئ، والماء بارد وهادئ، وكانت كاثي تشعر برضى لم تشعر به منذ سنوات، كانت النزهة تبدو عطلة حقيقية، وزوجها يبدو فعلا هادئ البال، مثل الفرد السوي الذي يقضي عطلة فعلية، كانت مشاهدته على هذه الحال، ماشيا على الشاطئ دون أي سبب حقيقي، لمجرد الإحساس بالمياه بين أصابع قدمه، قد كشفت لها عن جانب منه نادرا ما كانت تراه.
ولكن ذلك لم يدم طويلا؛ إذ ما كادت تلحظ طمأنينته وإحساسه بالفراغ، حتى رأته يركز بصيرته على شيء ما في الأفق.
وسألها: «ترين ذلك؟»
وهزت رأسها، لم تكن تريد أن تبصر ما أبصر. «تلك الصخرة. هل ترينها؟»
كان قد لاحظ وجود تكوين صخري صغير في الأفق، داخل في البحر بعد عدة أميال على امتداد الساحل، وحبست كاثي أنفاسها؛ خوفا من أي أفكار قد تتشكل في ذهنه.
قال لها: «فلنذهب إليها!» وقد أشرق وجهه وبرقت عيناه.
لم تكن كاثي تريد أن تقصد مكانا معينا بل أن تتنزه. كانت تريد نزهة تجلس بعدها على الشاطئ، وتلعب مع ابنتها، ثم تعود إلى منزل أحمد. كانت تريد عطلة، ألا تفعل شيئا، بل أن تلهو وتلعب.
قال: «هيا بنا! الجو صحو وليست الصخرة بعيدة.»
سارا تجاه الصخرة، كانت المياه ممتعة، والشمس حانية، ولكنهما لم يكونا قد اقتربا اقترابا ملموسا بعد السير ثلاثين دقيقة. كما مرا بلسان منخفض ممتد في البحر يفصل قسما من الشاطئ عن القسم التالي. بدا لها ذلك خير موقع يبدآن عنده العودة، واقترحت كاثي ذلك، لكن زيتون استبعده دون مناقشة.
قال: «لقد اقتربنا كثيرا!»
صفحه نامشخص