الثلاثاء 13 من سبتمبر
وبوجود الأطفال في المدرسة نهارا، أحست كاثي بتسارع انهيار روحها المعنوية؛ إذ أتيح لها قضاء المزيد من الوقت لكي تقلقه، والمزيد من الوقت لتخطيط حياتها التعيسة الجديدة.
كانت تتصل بالمنزل في شارع كليبورن كل ساعة، وتتصل بزيتون على تليفونه الخلوي، آملة أن يكون قد وجد وسيلة لشحن البطارية.
وقفز عدد الموتى إلى 423.
عثرت على رقم تليفون صاحبة تود جامبينو واتصلت بها. كانت في مسيسيبي، ولم تتلق أي اتصال من تود منذ أسبوع، كان لهذا معنى، ربما حدث شيء ما لكليهما؟ كانت هذه أخبارا طيبة. لا بد أن تكون كذلك، واتفقت المرأتان على مداومة الاتصال.
ومن إسبانيا، كان أحمد يتصل بكاثي كل يوم. قال إنه اتصل بخفر السواحل والبحرية، وكتب إلى السفارة السورية في واشنطن، ولم يأته شيء من أي أحد، وجعل يفحص مواعيد الطائرات الذاهبة إلى نيو أورلينز. ما الضرر في أن يتولى البحث عن أخيه ميدانيا؟ كان قلقا لأن أشقاءه كانوا يتوقعون منه الذهاب، ما دام الوحيد الذي تتاح له فرصة دخول الولايات المتحدة، وأما الحصول على تأشيرة دخول من سوريا فكان ميئوسا منه، واستبعدت زوجته الفكرة، ولكن الفكرة ظلت تنخر في عظامه.
الأربعاء 14 من سبتمبر
أصبح عدد الموتى 648، ويتصاعد.
وكانت كاثي تسأل الصليب الأحمر كل يوم. وسرعان ما سجلت اسم زيتون في ست هيئات مختصة بالبحث عن المفقودين، وأصبحت صورته في كل مكان. •••
ذهبت البنات إلى المدرسة وعدن إلى المنزل وشاهدن التليفزيون، كن يجدن تسرية مؤقتة مع أطفال يوكو وأحمد، ولكن عيونهن كانت تبدو جوفاء؛ إذ كن يحاولن رسم مسار حياتهن من دون والدهن. هل كن يردن الانتقال إلى فينيكس؟ هل تكون له جنازة؟ متى يعلمن حقيقة ما حدث؟
صفحه نامشخص