وفي ذلك المساء أدي زيتون وناصر الصلاة جماعة على سطح المنزل في شارع دارت، وتناولا الهمبرجر المشوي، كانت الرطوبة عالية، والهدوء سائدا في تلك الليلة، لا يقطعه إلا صوت عارض لزجاج ينكسر، أو زمجرة طائرة عمودية تطير قريبا من سطح الأرض، ولكن المدينة كانت فيما يبدو وصلت إلى نوع من التوازن الجديد بشكل عام. وأوى زيتون إلى الرقاد وهو يشعر كم يفتقد كاثي والأطفال، ويتساءل في نفسه إن كان الوقت قد حان للرحيل.
الثلاثاء 6 من سبتمبر
وفي الصباح، وبعد الصلاة، ذهب زيتون لإطعام الكلاب عبر الشارع، من طعام الكلاب الذي أعطاه تود إياه، وكان يطعم منه الحيوان المدلل الذي أنقذه، وعندما عاد إلى المنزل لتوصيل ناصر، لاحظ أن ناصرا كان يحمل حقيبة المعدات الرياضية السوداء الخاصة به.
وقال زيتون مومئا إليها: «تأهبت للرحيل؟»
وقال ناصر إنه استعد، كان يتأهب للجلاء عن المدينة، وشعر زيتون بالحزن لفراقه، وإن أسعده أن يعرف أن صديقه ستكتب له السلامة، بل ما هو أفضل، أي ألا يضطر زيتون بعد الآن إلى مشاركة أحد له في الخيمة، وركب ناصر القارب وانطلقا.
واتجها صوب ساحة انتظار السيارات عند مكتب البريد. كانا قد مرا بها مرات عديدة وكان زيتون يسأل ناصرا في كل مرة إن كان مستعدا للرحيل، ولكنه لم يكن مستعدا حتى الآن.
وقال زيتون: «سوف تركب هذه.» مشيرا إلى طائرة عمودية برتقالية اللون جاثمة فوق الأرض بعيدة عنهما.
وازداد اقترابهما فأدركا ما بدا لهما غريبا في تلك الطائرة؛ كانت جاثمة على جنبها.
وقال ناصر: «غير معقول!»
كانت مروحتها مكسورة، والكلأ أسود اللون حولها.
صفحه نامشخص