الزاهر في معاني كلمات الناس

ابوبکر ابن انباری d. 328 AH
26

الزاهر في معاني كلمات الناس

الزاهر في معاني كلمات الناس

پژوهشگر

د. حاتم صالح الضامن

ناشر

مؤسسة الرسالة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٢ هـ -١٩٩٢

محل انتشار

بيروت

(فقد حرتُ في النقصِ الغداة وقد بدا ... لكم كبري وابيضَّ مني المفارقُ) وقال الآخر (٧٥): (إنْ كنتِ عاذلتي فسيري ... نحوَ العراقِ ولا تحوري) أي: ولا ترجعي. وقال آخرون: اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكون، معناه: اللهم إنا نعوذ بك من الرجوع والخروج عن الجماعة، بعد الكون على الاستقامة. (١٢ / أ) قالوا: فحذفت (على)، لدلالة المعنى عليها، كما / كما قال جل ثناؤه: ﴿فمَنْ شاءَ فلْيؤمِنْ ومَنْ شاءَ فليكفرْ﴾ (٧٦)، معناه: فمن شاء أن يؤمن فليؤمن، ومن شاء أن يكفر فليكفر، على معنى التوعد والتخويف. وزعموا أن العرب تضمر الشيء إذا كان في الكلام دليل عليه. من ذلك قول الشاعر (٧٧): (تراه كأنَّ الله يجدعُ أَنفَهُ ... وعَينيْهِ إنْ مولاه أمسى له وَفْرُ) أراد: كأن الله يجدع أنفه ويفقأ عينيه، فحذف الفعل لدلالة المعنى عليه. (١٢٠) والحور عند العرب البياض. ومن ذلك قولهم: خبز حوارى: إذا كان أبيض. والعين الحوراء، فيه ثلاثة أقوال: قال أبو عبيد: الحوراء الشديدة بياض بياض العين في شدة سواد سواد العين. قال أبو عمرو الشيباني الظبية الحوراء: السوداء العين التي ليس فيها بياض، قال: ولا يكون هذا في الإنس، إنما يكون في الوحش. وكذلك قال سعيد بن جبير (٧٨) في قول الله ﷿: ﴿حورٌ عِينٌ﴾ (٧٩) حور السود الأعين.

(٧٥) المنخل اليشكري، الأصمعيات ٥٨، شرح ديوان الحماسة (م) ٥٢٣. وينظر شرح القصائد السبع: ٤٣٦. (٧٦) الكهف ٢٩. (٧٧) خالد بن الطيفان في الحيوان ٦ / ٤٠، والمؤتلف والمختلف ٢٢١. والزبرقان بن بدر في أبواب مختارة من كتاب يعقوب بن إسحاق الأصبهاني ١٥. وينظر شرح القصائد السبع: ١٤٨. (٧٨) ينظر تفسير الطبري ٢٧ / ١٢٦. وسعيد بن جبير تابعي ثقة، توفي سنة ٩٥ هـ. (طبقات ابن سعد ٦ / ٢٥٦، الجرح والتعديل ٢ / ١ / ٩، معرفة القراء الكبار ٥٦) . (٧٩) الواقعة ٢٢.

1 / 26