قال العلامة مجد الدين وغيره: حتى أنه كان يصبح وقد أغلق عليه باب الدار من خارج ويلطخون الباب بالعذرات والأقذار وهو لذلك محتمل صبار وربما بسط عنهم الأعذار ويذكر احتراقهم على مفارقة المنصب يحملهم على هذا المقدار فإنهم توارثوا الخطابة من زمن الفاطمية فشق عليهم الفطام وصعب انقطاع ما كان يجتمع لهم بها من الحطام فإنه كان من عادتهم أن يجمع للخطيب في الموسم مال جزيل ولا يكمل خطبته حتى يحصل ما علق به نفسه من التأميل. انتهى.
... وقال العلامة ابن فرحون: أدركت من إذا هم له أنهم كانوا يرجمونه بالحصى وهو يخطب على المنبر فلما كثر ذلك منهم تقدم الخدام وجلسوا بين أيديهم أما المنبر فذلك هو السبب في إقامة صف الخدام يوم الجمعة قبالة الخطيب وخلفهم غلمانهم وعبيدهم.
صفحه ۱۴۹