الحالات، وتأديبه لي في كل شيء حتى الخطرات، وأعجز عن حصر ذلك.
وقرأتُ عليه كثيرًا من تصانيفه ضبطًا وإتقانًا.
وأذِنَ لي ﵁ في إصلاح ما يقع لي في تصانيفِه، فأصلحْتُ بحضرتِه أشياء، فكتَبَهُ بخطِّهِ، وأقرَّني عليه، ودفَعَ إليَّ ورقةً بعدَّة الكتب التي كان يكتب منها، ويصنِّف بخطه، وقال لي: "إذا انتقلتُ إلى الله تعالى؛ فأتْمِمْ "شرح المهذَّب" من هذه الكتب". فلم يقدَّر ذلك لي.
وكانت مدة صحبتي له؛ مقتصرًا عليه دون غيره، من أول سنة سبعين وست مئة وقبلها/ بيسير إلى حين وفاته. [٨ٍ]
قال ﵀ (١): أخذتُ الفقه؛ قراءةً وتصحيحًا وسماعًا وشرحًا وتعليقًا عن جماعاتٍ:
أوَّلهم: شيخي: الإمام، المتفق على علمه، وزهده، وورعه، وكثرة عباداته، وعظم فضله، وتميزه في ذلك على أشكالِه: أبو إبراهيم
_________
(١) في "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ١٨ - ١٩)، و"المجموع" (٢/ ٣٧٩ - مختصرًا)، وما بين المعقوفتين سقط من الأصل، واستدركته من "التهذيب"، ونقله عن المصنِّف: السخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (٦٤ - ٦٥)، والسيوطي في "المنهاج السوي" (ص ٩٩ - ١٠٠).
(تنبيه): قال النووي في "التهذيب" (١/ ١٧ - ١٨) -قبل سوقه سلسلة إسناد تفقهه لأصحاب الشافعي إلى الشافعي ﵀ ثم إلى رسول الله ﷺ قال: "هذا من المطلوبات المهمات والنفائس الجليلات التي ينبغي للمتفقِّه والفقيه معرفتها وتقبح به جهالتها، فإنَّ شيوخه في العلم آباء في الدين، وصلة بينه وبين رب العالمين، وكيف لا تقبح جهل الإنسان والوصلة بينه وبين ربه الكريم الوهاب، مع أنه مأمور بالدعاء لهم، وبرهم، وذكر مآثرهم، والثناء عليهم وشكرهم، فأذكرهم مني إلى رسول الله ﷺ، وحينئذٍ يعرف من كان في عصرنا وبعده طريقهُ باجتماعها هي وطريقتي قريبًا، وأما أنا فأخذت الفقه ... ".
1 / 53