تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي

ابن العطار d. 724 AH
48

تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي

تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي

ناشر

الدار الأثرية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

محل انتشار

عمان - الأردن

وإخوتك وأهلك ومَن في هذه المدرسة. فقلتُ: يا شيخ! مَن أنت؟ قال: أنا ناصحٌ لك، ودَعْني أكونُ مَن كنتُ. فوقع في نفسي أنه إبليس، فقلتُ: أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم، ورفعتُ صَوْتي بالتسبيحِ، فأعْرَضَ، ومشى إلى ناحيةِ باب المدرسة، فانتبه والدي والجماعة على صوتي، فقمتُ إلى باب المدرسة، فوجدتُه، مقفلًا، وفتشتُها، فلم أجد [٧] فيها أحدًا غير مَن كان فيها/ فقال لي والدي: يا يحيى! ما خبرك؟ فأخبرتُه الخبر، فجعلوا يتعجَّبون، وقعَدْنا كُلُّنا نسبحُ ونذكُر" (١). ... ٥ - فصل: في ذكر شيوخه في الفقه وأذكرهم مسلسلًا مني إلى رسول الله ﷺ: أما أنا؛ فقرأتُ عليه الفقهَ؛ تصحيحًا وعرضًا وشرحًا وضبطًا خاصًّا وعامًّا، وعلومَ الحديث؛ مختصَرَه وغيرَه؛ تصحيحًا وحفظًا وشرحًا وبحثًا وتعليقًا خاصا ًوعامًّا. وكان ﵀ رفيقًا بي، شفيقًا عليّ، لا يمكِّن أحدًا من خدمته غيري ة على جَهدٍ مني في طلب ذلك منه، مع مراقبته لي ﵁ (٢) في حركاتي وسكناتي، ولطفه بي في جميع ذلك، وتواضعه معي في جميع

(١) راجع: "تاريخ الإسلام" (ورقة ٥٧٥)، و"المنهاج السوي" (لوحة ٥/ ب- ٦/ أ)، و"الإمام النووي وأثره في الفقه الإسلامي" (ص ٥٢ - ٥٣)، و"الإمام النووي وجهوده في التفسير" (ص ٣٨)، و"الإمام النووي" (١٣٥ - ١٣٦) للدقر. (٢) إن الترضي يختص بالصحابة، وأما غيرهم فيقال في حقهم: "رحمهم الله تعالى"، ونحوه.

1 / 52