وروينا عن أبي خالد الواسطي، قال: لقيت محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام قبل ظهوره، فقلت: يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال: وما يسرك منه يا أبا خالد؟ فقلت: يا سيدي وكيف لا أسر بأمر يخزي الله به أعداءه، وينصر به أولياءه، فقال: يا أبا خالد أنا خارج وأنا والله مقتول، والله ما يسرني أن الدنيا بأسرها لي عوضا عن جهادهم، يا أبا خالد إن امرأ مؤمنا لا يصبح حزينا ويمسي حزينا بما يعاين من أعمالهم إنه لمغبون مفتون، قال: قلت: يا سيدي والله إن المؤمن لكذلك، ولكن كيف بنا ونحن مقهورون لا نستطيع لهم تغييرا؟ فقال: يا أبا خالد إذا كنتم كذلك فلا تكونوا لهم جمعا، وانفذوا من أرضهم. انتهى.
قال السيد أبو طالب عليه السلام: وروي عن الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام، قال: شهد مع محمد بن عبدالله من ولد الحسين أربعة: أنا، وأخي عيسى، وموسى، وعبدالله ابنا جعفر.
وروى أن أول قتيل من المسودة اشترك في قتله بين يديه عليه السلام موسى وعبدالله ابنا جعفر بن محمد، وكانا حاضرين معه في جميع جهاده حتى قتل، وأعطياه بيعتهما مختارين متقربين إلى الله تبارك وتعالى، واستأذنه أبو عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام لسنه وضعفه بالرجوع إلى منزله بعد أن خرج معه، فأذن له وكانت رايته مع الأفطس الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وخرج معه المنذر بن محمد بن المنذر بن عبدالله بن الزبير، وابن أبي ذيب، وابن عجلان، وخرج معه مصعب بن عبدالله بن الزبير، وابنه عبدالله بن مصعب، وأبو بكر بن سبرة الفقيه الذي يروي عنه الواقدي، وكان عمرو بن عبيد، ونفر من أعيان المتكلمين من معتزلة البصرة اختبروه، ووقفوا على غزارة علمه، ودعائه إلى القول بالعدل فبايعوه، ومن الناس من أنكر أن يكون عمرو بايعه، والصحيح هو الأول، ذكره السيد أبو طالب عليه السلام.
صفحه ۸۰