قلت: وفي الحدائق الوردية ما روينا بالإسناد الموثوق به عن عمير بن الفضل الخثعمي، قال: رأيت أبا جعفر الذي لقب من بعد بالمنصور يوما، وذلك في زمن بني أمية، وقد خرج محمد بن عبدالله من دار أبيه، وله فرس واقف على الباب مع عبد له أسود، فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بركابه حتى ركب ثم سوى عليه ثيابه على السرج، ومضى محمد، فقلت له - وكنت حينئذ أعرفه ولا أعرف محمدا -: من هذا الذي عظمته هذا الإعظام..إلى قوله: قال: هذا محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن مهدينا أهل البيت.
وانظر إلى أبي جعفر الملقب بالمنصور وصنيعه إلى محمد بن عبدالله عليهما السلام، وإقراره بفضله، وما انتهى إليه حاله بعد ذلك من سفك دمه في حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي حرم فيه عض شجرة، فكيف بغصن من أغصانه.
وروينا عن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن أنه سئل عن أخيه محمد عليهما السلام أهو المهدي الذي يذكر؟ فقال: المهدي عدة من الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وعده أن يجعل من أهله مهديا لم يسمه بعينه، ولم يوقت زمانه، وقد قام أخي بفريضته عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أراد الله أن يجعله المهدي الذي يذكر ففضل الله يمن به على من يشاء من عباده، وإلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره.
صفحه ۷۹