وقال في الشافي: كان ظهوره بالمدينة..إلى قوله: وظهور دعوته بخراسان ومبايعته جمهور أهلها له عليه السلام لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة 145ه خمس وأربعين ومائة، وروي: غرة رجب.
فخرج عليه السلام متوشحا سيفه، وهو يقول لأصحابه: لا تقتلوا لا تقتلوا، ودخل المسجد قبل الفجر، فخطب الناس، ولما حضرت الصلاة نزل فصلى وبايعه الناس طوعا إلا شرذمة وهرب رياح بن عثمان المري عامل أبي جعفر على المدينة، وصعد دار مروان فأمر بهدم الدرجة فصعد إليه من أخذه من هناك، وجاءوا به إليه عليه السلام، فسأله عن أخيه موسى، فقال: قد أنفذته إلى أبي جعفر المنصور، فبعث جماعة من الفرسان خلفه فلحقوه فردوه إليه، وخرج منها إلى مكة وبويع هنالك وعاد إلى المدينة.
إلى قوله: وقد كان عمرو بن عبيد وأعيان المتكلمين بايعوه، وبايعه علماء البصرة بعد أن وقفوا على غزارة علمه، وسعة فهمه، واجتمع عليه الزيدية والمعتزلة والعلماء من أهل الفقه والمعرفة، وعلموا دعاءه إلى العدل والتوحيد، وإقامة عمود الإسلام، وقد كان أبو جعفر من جملة من بايعه، وبايعه جعفر بن محمد عليه السلام، وخرج معه ثم أكب على رأسه فقبله، واستأذنه في الرجوع إلى منزله لسنه وضعفه، وخرج معه ولداه عبدالله ومحمد ابنا جعفر، وكان أول قتيل من المسودة الفجرة قتلاه واشتركا في قتله، وكان معه عيسى والحسين ابنا زيد.
إلى قوله: وفزع الناس إلى مالك بن أنس الأصبحي يستفتونه في بيعة محمد بن عبدالله والقيام معه فأفتاهم بوجوب ذلك عليهم..إلى قوله: وكان أبو جعفر لا ينكر حق محمد بن عبدالله ولا يطمع في الأمر هو ولا أحد من أهل بيته إلا أن يكون لهم شركة القرابة في الخدمة والمشايعة.
إلى قوله: وولى عليه السلام قضاء المدينة عبد العزيز بن المطلب المخزومي وكان على جيوان العطاء عبدالله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، وعلى شرطته عبد الحميد بن جعفر.
صفحه ۸۱