وقال القاضي أبو الفتح بن دقيق العيد (١): "لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلًا كل العلوم بين عينيه، يأخذ ما يريد ويدع ما يريد. . . " (٢).
وقال العلامة ابن الزملكاني (٣): ". . . كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنَّه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدًا لا يعرف مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنَّه ناظر أحدًا فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلَّا فإن فيه أهله والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين" (٤).
* * *
_________
(١) هو: محمد بن علي بن وهب بن مطيع، ولي قضاء الديار المصرية، وأحد علماء وقته، وصاحب التَّصانيف الكثيرة- توفي سنة ٧٠٢ هـ.
انظر: شذارت الذهب -لابن العماد- ٦/ ٥، ٦.
(٢) الكواكب الدرية -للإمام مرعي الحنبلي- ص: ٥٦.
(٣) هو: محمد بن علي بن عبد الواحد كمال الدين بن الزملكاني الشَّافعي، انتهت إليه رئاسة المذهب، وكان يعظم الشَّيخ ويثني عليه، لكنَّه اعترض عليه في مسألتي الطلاق والزيارة، توفي سنة ٧٢٧ هـ.
انظر: طبقات الشَّافعية -للسبكي- ٩/ ١٩٠ - ٢٠٦.
(٤) العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: ٧، ٨.
1 / 42