فيه، وأمَّا نقله للفقه ومذاهب الصّحابة والتابعين -فضلًا عن المذاهب الأربعة- فليس له نظير، وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له نظيرًا، ويدري جملة صالحة من اللغة، وعربيته قوية جدًّا، وصرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب. . . " (١).
وقال: "وكان له باع طويل في معرفة مذاهب الصّحابة والتابعين، وقل أن يتكلم في مسألة إلَّا ويذكر فيها مذاهب الأربعة، وقد خالف الأربعة في مسائل معروفة، وصنف فيها، واحتج لها بالكتاب والسنة.
وله الآن عدة سنين لا يفتي بمذهب معين، بل بما قام الدليل عليه عنده.
ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية، واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها.
وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا، وجسر هو عليها، حتَّى قام عليه خلق من علماء مصر والشام قيامًا لا مزيد عليه، وبدعوه وناظروه وكابروه، وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي، بل يقول الحق المر الذي أداه إليه اجتهاده، وحدة ذهنه، وسعة دائرته في السنة والأقوال، مع ما اشتهر عنه من الورع، وكمالك الفكر، وسرعة الإدراك والخوف من الله العظيم. . . " (٢).
وقال جمال الدين أبو الحجاج المزي (٣): ". . . ما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله، وسنة رسوله، ولا أتبع لهما منه" (٤).
_________
= يظهر له ذلك عيانًا.
(١) العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: ٢٣.
(٢) الكواكب الدرية -للإمام مرعي الحنبلي- ص: ٦٣.
(٣) يوسف المزي الحافظ الناقد -صاحب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، وتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، المتوفى سنة ٧٤٢ هـ.
انظر: الدرر الكامنة -لابن حجر- ٥/ ٢٣٣ - ٢٣٧.
(٤) العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: ٧.
1 / 41