وأخرج أبو نعيم في الحلية عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلوب ابن آدم تلين في الشتاء لأن الله خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء.
وأخرج أبو نعيم عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدة حوض للبدن والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صحت العروق.
قال في القانون: أجناس القوى والأفعال الصادرة عنها عند الأطباء ثلاثة: النفسانية والطبيعية والحيوانية، وعامة الأطباء وخصوصا جالينوس يرون أن لكل واحدة من القوى عضوا رئيسا هو معدنها وعنه تصدر أفعالها فيرون أن القوة النفسانية مسكنها، ومصدر أفعالها الدماغ وجعله ثلاث بطون الأول المقدم للنخيل والثاني المتوسط للفكر والثالث المؤخر للذكر، وأن القوة الطبيعية نوعان: نوع غائية حفظ الشخوص وتدبيره وهو التصرف في أمر الغذاء ليغذوا البدن إلى نهاية عمره، ومسكن هذا النوع ومصدر فعله هو الكبد، ونوع غائيته حفظ النوع وهو المتصرف في أمر التناسل ليفصل من أمشاج البدن، البدن جوهر المني ثم يصوره بإذن خالقه، ومسكن هذا النوع ومصدر فعله هو الأنثيان، والقوة الحيوانية وهي تدير أمر الروح الذي هو مرب الحس والحركة وتهيئة لقبوله إياهما إذا حصل في الدماغ وتجعل بحيث يعطي ما يغشو فيه الحيوة، ومسكن هذا القوة ومصدر فعلها هو القلب.
وأما أرسطاليس فيرى أن مبدأ جميع هذه القوى هو القلب، لأن لظهور أفعالها الأولية هذه المبادئ المذكورة كما أن مبدأ الحس عند الأطباء هو الدماغ ثم لكل حاسة عضو مفرد منه يظهر فعله.
صفحه ۴۴