قال ابن سينا: إذا فتش عن الواجب وحقق وجد الأمر على ما يراه أرسطاليس دونهم وتوجد أقاويلهم منتزعتهم من مقدمات نعنعته غير ضرورية، إنما يتبعون فيها ظاهر الأمور.
وعلى قول الأكثرين قد قسموا الأعضاء إلى أربعة أقسام رئيسة وخادمة لا رئيسة ومرءوسة بلا خدمة وأعضاء لا رئيسة ولا مرءوسة، فالأولى الأربعة السابقة: القلب والدماغ والكبد والأنثيان، والثانية نوعان ما يخدم خدمة مهيئة وما يخدم خدمته، والمهيئة يتقدم على نسل الرئيس المؤدية تتأخر عنه، فالقلب خادمة المهى مثل الرية والمودى مثل الشرائين، والدماغ خادمة المهيى مثل الكبد وسائر الأعضاء الغذاء حفظ الروح والمؤدى مثل العصب، والكبد خادمها المهى مثل المعدة والمؤدى مثل الأوردة والأنثيان خادمها المهى مثل الأعضاء المولدة للمني والمؤدى في الرجال الأحليل وعروق بينها وبينه وفي النساء الرحم وعروق يند فيها المني إلى المهبل - انتهى.
وقال الذهبي: المعدة عضو عصبي مجوف كقرعة طويلة العنق رأسها الأعلى يسمى المريء الذي ينحدر فيه الطعام والشراب, والأسفل منه يسمى البواب, ومنه ينحدر الثقل إلى الأمعاء, وفم المعدة يسمى الفؤاد, وفي باطنها خمل وهي في وسط البطن وهي بيت الداء إذا كانت محل الهضم الأول, فإن فيها ينطبخ الغذاء أو ينحدر الكبد, وإنما جعلت عصبية كي تقبل التمدد عند كثرة الغذاء.
صفحه ۴۵