The Fifth Pillar
الركن الخامس
ناشر
دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
محل انتشار
دمشق- سوريا
ژانرها
غارق في بحر العبودية، يناجي ربه بلغة الدموع، فتضاءلْ خلف أطماره، وأمِّنْ من وراء دعائه، واستنشق من ظلال بكائه، ثم ابتهل إلى الله أن يصلح المسلمين جماعةً وأفرادًا وأن يُذيقهم لذة الرجوع الصادق إليه، ونشوة الاعتزاز بدينه وسعادة الاتحاد تحت ظلال حكمه" (١).
هذه كلمات عطرة، في كشف اللثام عن خفايا الأمراض المتغلغلة في فريضةٍ كتب لها في زماننا أن تُقصى عن أداء وظيفتها الحضارية بيننا في وقتٍ نحن بأمسِّ الحاجة فيه إلى ترياق الحج الشافي، لذلك تقصدت أن أتلو الكلمة من غير حذفٍ ولو لحرفٍ واحدٍ منها لما فيها من تسليط الضوء على واقعنا المتردي ونحن نؤدي أجلَّ فرائض الإسلام على طريقة: مكانك راوح! .
المعضلة اليوم أنَّ الركن الخامس تسللَّ إليه من الفساد ما أخرج قنواته النظيفة عن جادة الوصول إلى الغايات الشريفة! فصار لا بد من تشخيص المرض، قبل وصف العلاج.
إن الخلل الذي يرصده الباحث في الركن الخامس الذي هو عبادة العمر، وختامُ الأمر، وتمام الإسلام، وكمال الدين، يستشعره كذلك في باقي الأركان الإسلامية، فالتوحيد الذي هو أساس البناء الإسلامي كله يلزمُ منه ولاءُ المسلم لله ربِّ العالمين، والسمو فوق آلهة مزيفة من المادة والأهواء والشهوات ومصالح الأنا الدونية، وطواغيت الإنس والجن من ظلمة وكفرة ومارقين، بينما نجد المسلم اليوم - إلّا من رحم الله - يكاد يتمزق بين آلهة متناقضة متكاثرة في سكّة وعرة تتجاذبه الواحدة تلو الأُخرى في ذات الزمان والمكان فكيف يمكننا أن نتصور المصير الذي يؤول إليه حال هذا الإنسان!؟ .
_________
(١) كلمة قدم بها الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي لكتاب "مناسك الحج والعمرة" لفضيلة نجله الدكتور محمد توفيق رمضان حفظهما الله تعالى.
1 / 42