The Fifth Pillar
الركن الخامس
ناشر
دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
محل انتشار
دمشق- سوريا
ژانرها
والصلاة التي هي أول ركن من أركان ديننا الحنيف، وأول ما يسألُ عنه المسلم يوم القيامة فإن صلحت فقد فاز وأفلح، وإنْ فسدت فقد خاب وخسر، كيف لا وهي عماد الدين، والحبل المتين، والهاتف الواصل مع رب العالمين، هي الأُخرى غَدَت عادةً عند الكثير من أبناءِ أُمتنا لا تحلُّ في صاحبها الحلال، ولا تحجزه عن الحرام، يزدادُ بها العبد عن ربه بُعدًا، حيث يجتمع أداؤها مع المعاصي والمخالفات في مشاهد تدعوا إلى الغرابة والاستنكار، وتبرز حجم التناقض الذي نعيشه في زماننا المعاصر.
والصيام الذي يمسك به العبد المسلم عن المحرمات في تربية إسلامية متطورة يحيا بها المسلمون في ظل وحدة العقيدة وصفاء العبودية، والمظاهر الحضارية النادرة حيث تجتمع الأُمة كل الأُمة على اختلاف ثقافات وأعمار أبنائها على مائدة الفطور والسَّحر في مشهد يحملُ بصمات القدرة الإلهية حين نجد مئات الملايين يتناولون الطعام في وقتٍ واحد، ويمتنعون عنه خلال زمن واحد، فيتعلمون منه كيف ينظمُ المرء المتحضرُ أوقاته ومواعيده، هو أيضًا تم إخراج فريضته عن جادة الصراط المستقيم من خلال الانفتاح على ألوان الآثام التي تسوَّق إلينا بواسطة أقنية تنتمي إلينا، وتهتم برمضانياتنا فتلقي في حياتنا أكثر ما يتنافى مع الشهر الفضيل الذي جعله الله زمانًا لفيوضات وروحانيات تكفي لعامٍ كامل، تمامًا كالأمطار التي تهطل على الأرض لترويها بما يكفي سنةً كاملة! .
أما الزكاة فإنها فقدت مؤسساتها الفاعلة، وتحوَّلت إلى وسيلةٍ لتكريس الفقر في بلاد المسلمين، وهي التي فُرضت على القادرين علاجًا لظاهرة البطالة والعوز في الأمة! .
هذا حالُ أركان الإسلام الخمسة التي تنبثق منها ثمراته الأخرى وأحكامه، فماذا عساها أن تفعل أغصان متفرعة عن شجرة يبست جذورها؟ إنها لا تعدو أن تكون
1 / 43