انقلاب اسلام و قهرمان پیامبران: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرها
ولما كانت اللغة العربية على غناها في مناحي العلم والأدب أفقر اللغات في تنظيم المراجع والمصادر؛ فقد ترك حبل القراء على غاربهم في كل العصور الماضية وفي عصرنا الحاضر حتى سار قولهم: «أي كتاب تقرأ تستفد.» مسير المثل، وغدا من جوامع الكلم مع مخالفته للواقع والحقيقة؛ فقد تمكن أحد علماء اللغة العربية من أصدقاء كاتب هذه السطور من تقسيم الكتب القديمة والحديثة التي تشرف أصحابها، بادئا بما احتوى منها على سيرة الرسول
صلى الله عليه وسلم
أو ترجمته أو تاريخ حياته، وما هي في الواقع إلا نسخ طبق الأصل من القديم البالي أو صورة مزيفة من الكتب الإفرنجية. وفي كثير منها تشويه للحقائق، وجري وراء الإكثار من المطبوعات، وتقليد غير بصير لما دونه علماء المشرقيات عن علم محدود في النادر، أو عن إعجاب ومحاولة النصفة في الأقل، وعن تعصب وجهل وتعمد للانتقاص والاستهتار والانتقام من نبي الإسلام ومن المسلمين أنفسهم في الغالب. وإن لدينا أدلة علمية وأدبية تثبت رأينا، وتؤيدها أسماء الكتب والمؤلفين ومواضع الخطأ والسهو والغلط المقصود بالسطر والصفحة، ولكن مجال سردها في المقدمة يطول، وقد ورد ذكرها بنصوصها في صلب البيان العلمي
3
ومتنه وشروحه بشكل جامع حتى لا يطمع طالب في الاستزادة.
هل كانت حملة بل حملات مدبرة على رسالة نبي الإسلام
صلى الله عليه وسلم
أم مؤامرة محبوكة الأطراف على ذاته الفذة المقدسة، وحياته المنفردة في سجل التاريخ ... أم كانت فاكهة مرة لشجرة مسمومة، زرعها الجهل وسقاها الغرور، وغذتها الدعاية الظالمة، ونمتها الأحقاد؟! لقد حاول كاتب هذه السطور في العهد الذي أشرنا إليه أن يجيب على هذه السؤالات ليستنير أولا وحتى يرضى بالجواب المقنع، وقد علم بالاختبار أن من أشد العبث ضررا وأعمق الغرور غورا أن يحاول المرء تعليم الغير أو إقناع السوى دون تعليم النفس وإقناعها بالرأي الصائب والفكرة الحق، حتى بدأنا تلك السلسلة الجديدة التي ننشرها إحياء للثقافة العامة بادئين بسيرة الرسول
صلى الله عليه وسلم
ومنتهين بتاريخ الأمم الإسلامية. ومن أغنى الأمور عن البيان وأبعدها عن الحاجة إلى برهان أن الباحث لا يحاول الانتقاص بحال من الأحوال من قدر ما سبق نشره من التآليف والتراجم في أية لغة وبقلم أي كاتب؛ لأن هذه الفكرة بعيدة كل البعد عن مبدأ العلماء وخططهم، بل بعيدة البعد كله عن مبدأ البحث العلمي الذي أساسه احترام الآراء، وتقديس الحرية وتقدير الأعمال؛ فإن أخبث الناس من يبخس الناس أشياءهم، أو يقلل من قيمة جهود الغير ليعظم من جهده، بل يجب الإقرار بفضل السابقين، ولا سيما المخلصين منهم والأقوياء الذين جمعوا بين مؤهلات الذكاء وخصال الصبر على الدرس لاستخلاص البياض من السواد، والحق من الباطل، والصدق من الكذب، والتاريخ الصحيح من الأساطير.
صفحه نامشخص